السبت, 11 ديسمبر, 2010
البرنامج السياسي للحراك السلمي الجنوبي لتحرير الجنوب
بسم الله الرحمن الرحيم
((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))
البرنامج السياسي للحراك السلمي لتحرير الجنوب
مقدمه :
يكمن جوهر القضية الجنوبية في قضية شعب ومصير وطن . والاحتلال اليمني للجنوب عام 1994م يكمن في استيلائه التدريجي على وطن بأسرة وبالقوة الأمنية والعسكرية كطريق اختارته الجمهورية العربية اليمنية للقضاء على المجتمع الجنوبي وسلب أملاكه وهويته وتراثه وتاريخه ,ومحاولة استبدال شعب بشعب آخر منقول إلية , وإيجاد كيان سياسي غير جنوبي على ارض جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب العربي) . ولولا الرفض والمقاومة الجنوبية السلمية التي بدأت بالأقلام الشريفة ومظاهرات الرفض للاحتلال بعد الحرب مباشرة لفقد الشعب واقعة السياسي وانتماءه الوطني وقيمة المجتمعية.
والأسواء من كل ذلك إنه قد فقد دولته التي بنيت عبر مئات السنين واستبدل مؤسساتها بأفراد شماليين تابعين لنظام الاحتلال , يديرونها حسب هواهم ومصالحهم .حتى كاد الجنوبيون أن يفقدوا هويتهم الجنوبية الحضارية الإسلامية والعربية وثقافتهم الإنسانية وأصبحوا في ظل الاحتلال اليمني المقيت عاجزين عن التعبير عنها كما فقدوا صفة المواطنة وحقوقها وواجباتها ,وأمسوا يعيشون بجنسية أخرى ودولة أخرى وهوية أخرى.
وتحولت الشراكة بين الدولتين –جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التي أعلن عنها في عام 1990م من قضية شراكة بين دولتين إلى قضية احتلال يعمل على منح بعض الجنوبيين مناصب شكلية لإظهار شرعيته في حكم الجنوب ,وعلى توطين اليمنيين الشماليين في الجنوب لأحداث تغيير ديمغرافي أما الأغنياء والمستثمرين الجنوبيين فهم لم يكونوا حياة اقتصادية خاصة ومستقلة تحفظ أموالهم من النهب الذي يتعرضون له ,لافتقادهم الأمن والحرية ,مستعينين من كل ذلك نفسيا وماديا بالمحتل الذي يتصرف بخيرات الجنوب.
واليوم يمكن القول ودون مبالغة إن الحراك السلمي لتحرير الجنوب المتواصل منذ عام 1994م قد غدا واحدا من اكبر المعارك السياسية التي يخوضها الشعب الجنوبي حيث حقق هذا الحراك من المكاسب الكبيرة ما لم يتحقق سابق (التصالح والتسامح والتضامن ,إعادة اللحمة الجنوبية إلى مكانتها التاريخية , اختيار شروعنا الوطني القادم في بناء الدولة والتوافق حوله ، و تثقيف وإعلام أبناء الجنوب بهويتهم الحقيقية الجنوب العربي ).
وبتشكيل مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي عكس وحدة الشعب الجنوبي والالتفاف حول قيادته السياسية بدأت تتضح الرؤية وتتوحد الصفوف خلف قيادة موحدة, ستكون غدا منتخبة بأذن الله من قبل الشعب الجنوبي. فالحراك الجنوبي هو مقاومة شعبية سلمية وطنية ,يعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقلال والخلاص من الاحتلال والتصدي للمشروع الهمجي من قبل قوى القهر والمذهبية والغنيمة ,وشكل بداية لانتفاضة شعبية منظمة .
واعتبر لقاء 9 مايو2009م بمثابة اللقاء التأسيسي لمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب ,حيث دعا في بيانه الأول إلى ضرورة وحدة الصف الجنوبي بدلا من الضياع الذي عاشه شعبنا .
ويؤمن إن هذه النهضة الجنوبية الواسعة هي المدخل الأساسي لتحرير الشعب الجنوبي من الاحتلال اليمني ويرى في التعاليم الإسلامية والمواثيق الدولية والثقافة الإنسانية المراجع الأساسية الثابتة للعمل ضد محتل يحمل منطلقات الإبادة الجماعية للشعب الجنوبي (القتل الفردي والجماعي ,طرد الجنوبيين من أعمالهم باسم التقاعد نهب الأراضي والثروات ,عسكرة الحياة اليومية في الجنوب ,ملاحقة واعتقال وقتل المناضلين في سبيل استعادة دولتهم),وهذه الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الجنوبي نعتبرها مشروعا مضادا لكل مشاريع الوحدة العربية والنهوض بها.
ويضم المجلس في صفوفه كل المؤمنين بأفكار التحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية ’المستعدين لتحمل تبعات النضال الوطني ومواجهة المشروع الهمجي ’المتعصب.
فالمجلس يخوض صراعا مع محتل همجي مذهبي لا يراعي أي قيمة من القيم النبيلة التي يتمسك بها المجتمع الأنساني...ويوجه قوته الجماهيرية نحو خصمه الحقيقي وليس ضد الشعب اليمني ,ومهما كان تعاون بعض القوى القبلية والحزبية اليمنية مع المحتل فأن المجلس لن ينحرف عن مبادئه التي عرفها عنة تاريخه.
الفصل الأول
مسار مشروع الوحدة بين الدولتين
أولا: لمحة تاريخية:
تعتبر الحقائق التاريخية ثوابت منطقية لتحديد الظواهر الاجتماعية والسياسية كونها حقائق عاكسة لهوية الشعوب وارثها في التطور الحضاري والإنساني , فالكتابات والثوابت التاريخية عن جنوب الجزيرة العربية أشارت بوضوح تام إلى عدم قيام أي وحدة سياسية بين الشمال والجنوب لقد تعرضت أراضي الجنوب إلى محاولات مختلفة من الغزو الأجنبي في فترات تاريخية عدة، وإمامها لم يتوانى أبناء الجنوب في صدها ومقاومتها، وفي العهد القريب قام في الجنوب مجتمع مدني منظم، حيث نشأت إمارات ومشيخات وسلطنات والتي امتد وترافق حضورها الإداري والسياسي مع فترة الاستعمار البريطاني للجنوب. وكان النظام الإداري في الجنوب مشهودا له بأنه الأكثر تطورا في شبه الجزيرة العربية حينذاك. و في أعقاب مقاومة شعبية باسلة غير متكافئة، أحتلت بريطانيا عدن فى 19 يناير 1839م ، ثم بسطت نفوذها الكامل على السلطنات والامارات والمشيخات في الجنوب ، وعقدت معها اتفاقيات حماية واقامت وأنشأت في المحميات ادارات محلية تتمتع بحكم ذاتى تدير من خلاله شوؤنها الداخلية ، واحتفظت بريطانيا بادارة الشوؤن الخارجية من خلال مستشارين سياسين ملحقين بالحاكم البريطاني في عدن .
ورسمت بريطانيا حدودها الدولية الشمالية الغربية مع اليمن باتفاقية العام 1914م مع الدولة العثمانية التى كانت تحكم اليمن حينذاك ودخلت فى مفاوضات بشان حدودها الدولية الشمالية والشرقية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لم تسفر عن اتفاقيات لترسيم الحدود ، فأختطت معها ، بالتنسيق مع سلطنتى حضرموت والمهرة ، حدودا دولية ادارية التزمت بحمايتها الى يوم الاستقلال الوطنى نوفمبر1967م .
وكتعبير عن رفض الشعب للاحتلال الأجنبي ، فقد قامت عدة انتفاضات شعبية وتمردات قبلية واحتجاجات نقابية وسياسية وثقافية ضد الوجود البريطانى ، التي خاض غمارها كل شعب الجنوب بقواه وتنظيماته السياسية والنقابية المختلفة ، و شخصياته الوطنية من مثقفين وادباء وصحفيين وسلاطين وعلماء ومشائخ وغيرهم منذ احتلال عدن في عام 1839م والتي توجت باندلاع ثورة 14كتوبر1963م ،والتي أدت الى تحقيق الاستقلال الوطني عن بريطانيا فى 30نوفمبر 1967م .
فقد أدرك شعب الجنوب الامتداد التاريخي العربي وأستراتيجيتة، حيث ناهض المشاريع الاستعمارية والصهيونية وساند كل أشقائه العرب , والأمر عينه عندما أطاح الانقلاب العسكري بحكم ألائمه في المملكة المتوكلية اليمنية وإعلان ثورة 26سبتمبر عام 1962 وقيام الجمهورية العربية اليمنية.
لقد أثمر الكفاح التحرري لشعب الجنوب ضد الاستعمار البريطاني إلى نيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبرعام 1967م وتم الإعلان عن قيام (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) كدولة مستقلة و عضو في كل من جامعة الدول العربية، و منظمة الأمم المتحدة في نفس العام ، ثم عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة دول عدم الانحياز، وفيما بعد أصبح اسمها (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) بنهجها السياسي والاقتصادي الذي تأثر بالأفكار الاشتراكية والقومية في فترة الحرب الباردة.
انطلاقا من تأثيرات الفكر القومي السائد في منتصف القرن الماضي والداعي إلى وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج , شهد مشروع الوحدة بين دولتي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) و (الجمهورية العربية اليمنية) جولات تحضيريه عدة , منها التوقيع على مشروع الوحدة في أكتوبر 1972، وإعلان بيان طرابلس في نوفمبر 1972م، واتفاقية الكويت في مارس 1979م واتفاقية الاستثمار المشترك في مايو 1988م واتفاقية عدن في نوفمبر 1989، واتفاق صنعاء في أبريل1990م.
ثانيا: فشل مشروع الوحدة:
إن فشل مشروع الوحدة بين دولتي الشمال والجنوب كان نتيجة طبيعية للأسباب البارزة التالية:
1- قيام نظام (ج ع ي) بنقض اتفاقات المشروع الوحدوي الموقعة ,والتنصل عن التعهدات والالتزامات المطروحة , ورفض المساعي والوساطات العربية والأجنبية لحل الخلافات مع الجنوب, والقيام بإعلان الحرب على (ج ي د ش) في 27 أبريل عام 1994م التي استمرت (73) يوماً واستكمال احتلاله يوم 7/7/94م (يوم دخول قوات (ج ع ي) والسيطرة على عدن عاصمة دولة الجنوب
-2 كانت الدولتان على مدى التاريخ مستقلتين جغرافيا وسياسيا، ومختلفتان كليا في امتدادهما الاجتماعي والثقافي ولا وجود للروابط الإدارية أو التاريخية أو السياسية المزعومة بينهما ، ففي الجنوب تراكمت قيم حضارية مع حضور كامل لثقافة الدولة والعمل المؤسسي. بينما في الشمال تراكمت منظومة علاقات متخلفة تستند إلى وعي وعلاقات مجتمع قبلي لما قبل نشوء الدولة.
3 - إحجام وامتناع طرف (ج ع ي) في بناء الدولة وتعزيز سلطة النظام والقانون وتمسكه بأعراف سلطة القبيلة ولجوئه إلى إعداد حشد قواته العسكرية والأمنية والقبلية لضرب الدولة الجنوبية عن طريق تشكيل فرق الجماعات الإرهابية المتطرفة المسلحة والاستحواذ على المال العام والسيطرة على وسائل الإعلام و مؤسسات الدولة، والقيام بسلسلة من الاغتيالات لعدد من والكوادر الجنوبية، وشن حرب إعلامية شعواء ضد الجنوب دولة وشعبا وهوية و تدمير الطابع المدني والحضاري في كافة مناطق الجنوب , وأحياء ثقافة الصراعات القبلية والثأر والتطرف الديني .
-4 اعتماد مؤشر السكان كأساس لصالح طرف (ج ع ي) للتمثيل في السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) و مؤسسات الدولة، وتم تجاهل مؤشرات الجنوب في إمكانياته الهائلة المتمثلة في مساحة الأرض الواسعة وحجم الثروة الضخمة والموقع ألاستراتيجي الهام مع وجود بنية أساسية تجارية واقتصادية و ثقافية. الأمر الذي كرسه نظام (ج ع ي) لترسيخ هيمنته ولخدمة مصالحه على حساب تهميش وتغييب مصالح دولة الجنوب.
5- أدت نتائج انتخابات أبريل 1993م إلى أثبات الانحياز والاصطفاف الجغرافي والسياسي والاجتماعي لشعبي للدولتين، حيث صوت شعب الجنوب لممثليه الجنوبيين وشعب الشمال لممثليه الشماليين(56 دائرة فقط للجنوب و245 للشمال .
ثالثا: الممارسات العدوانية لنظام الاحتلال تجاه الجنوب :
أهم الممارسات العدوانية لنظام الاحتلال ضد شعب الجنوب يمكن إيجازها بالاتي:
1- الغزو والعدوان الدموي، وحرب الإبادة الجماعية على الجنوب وإصدار فتاوى تكفير شعبه والتعامل معه بالعنصرية والدونية، واستمرار الحملات العسكرية على المدن والقرى، وقمع الفعاليات السلمية والقيام بحملات الاعتقالات والاختطافات والتصفيات الجسدية.
2- إلغاء دستور مشروع دولة الوحدة والعمل بقوانين (ج ع ي) وطمس التاريخ والإرث السياسي لشعب الجنوب،وتسويق مزاعم واحديه الأرض و الثورة (عودة الفرع إلى الأصل والثورة البنت إلى الثورة الأم) وحياكة المؤامرات والدسائس وبث الفتن والصراعات القبلية بين أبناء الجنوب و نشر و تشجيع ثقافة الفساد في الحياة العامة .
3- طمس وتشويه الهوية الثقافية والوطنية لشعب الجنوب ، وتدمير المواقع والمعالم الأثرية، ونهب الآثار والوثائق التاريخية وأرشيف دولة الجنوب ،وتزوير وتحريف الحقائق، والمعلومات بكل أبعادها التاريخية والجغرافية والثقافية والسياسية في الكتب والكراريس التعليمية والندوات وفي وسائل الإعلام الرسمية ،وتغيير طابع ونمط البناء الجنوبي إلى الطابع الشمالي لـ ( ج ع ي. )
4- تدمير جيش الجنوب ومؤسساته الأمنية والعسكرية ومرافقها ومنشاتها و قواعدها المادية.
5- القيام بتصفية المؤسسات الصناعية والتجارية والفندقية والخدمية للقطاع العام والمختلط والاستيلاء على مزارع الدولة والتعاونيات الزراعية والخدمية والاستهلاكية وتمليك المنشآت والمباني والعقارات الحكومية بكل ما فيها من أصول مادية للمتنفذين الشماليين في نظام الاحتلال واستباحة الأراضي لهم .
6- نهب الثروات النفطية والمعدنية وتمليك قطاعات وحقول وأبار و مناجم لرئيس نظام صنعاء و أفراد أسرته ولشخصيات قبلية وعسكرية شمالية, واحتكار القطاعات الاستثمارية و التجارية والعقارية والصناعية والسمكية والزراعية لمتنفذين من (ج ع ي), وحرمان مدن وقرى الجنوب من مشاريع إنمائية أساسية وإنهاء الخدمات الضرورية للمواطنين كالصحة والتعليم والبيئة والكهرباء .
7- نهب الاحتياطي النقدي لعملة الجنوب (الدينار) ومصادرة ملايين الدنانير المتراكمة في صناديق معاشات الضمان التقاعدي في الجنوب و في كل من صناديق تقاعد في (ج ي د ش) , إذ لم يكن نظام التقاعد هذا معمولا به في (ج ع ي) قبل الوحدة. وبعد الحرب تم نقل كل تلك الأموال إلى صنعاء مما يعني أن الموظفين الجنوبيين هم فقط من ساهموا في أموال تلك الصناديق طيلة الفترة التي سبقت عام 1990م و من دون أي مساهمة من موظفي الشمال الذين أصبحوا شركاء في صناديق التقاعد ولهم ما للجنوبيين من حقوق فيها ،وهذا بحد ذاته ظلم وتعد سافر على حق من حقوق الجنوبيين.
8- إلغاء شركة طيران (اليمدا) التي كانت مملوكة لدولة الجنوب (100%) وتذويبها ضمن شركة الخطوط الجوية اليمنية (اليمنية) التي تملك الدولة (51%) منها فقط, وتحويل كل ما تمتلكه (اليمدا) من أصول بما فيها أسطول الطائرات والمباني إلى (اليمنية) وذلك على طريق نهج سلطة الاحتلال في إلغاء هوية وطمس كل ما هو جنوبي.
9- التغيير الديمغرافي وعمليات الإفقار والتجويع والتشريد المنظم التي تمارسها سلطة الاحتلال على شعب الجنوب. وتجريد أبنائه من الوظيفة العامة أو إحالتهم إلى التقاعد قسرا, وحرمانهم من الانتساب للمؤسسة العسكرية والأمنية والمؤسسات السيادية والدبلوماسية وعدم إيفادهم في بعثات دراسية إلى الخارج وكذا عدم منحهم حقوقهم المشروعة الأخرى , وذلك بغية إضعاف الجنوبيين بوجه عام , وإضعاف صوتهم عبر التمثيل الانتخابي بوجه خاص
10- عزل وتهميش عاصمة الجنوب عدن عن أداء دورها التاريخي في التجارة الإقليمية والدولية وذلك عن طريق أيجاد العراقيل وتعثر مشاريع ميناء ومنطقة عدن الحرة وتنشيط ميناء الحديدة كبديل, حيث تتضح جليا النوايا التدميرية لمستقبل عدن وحاضرها من خلال عدم اختيار الشركات العالمية للموانئ التي طرحت رؤى وأفاقا مستقبلية أفضل لعدن والقبول بعروض شركات لا تحقق الحد الأدنى من الطموحات المتوقعة لميناء عدن. بالإضافة إلى تحويل معظم رحلات شركات الطيران العربية والدولية من مطار عدن إلى مطار صنعاء ، ناهيك عن إلغاء معظم الرحلات الجوية الداخلية بين عدن والمحافظات الجنوبية. كل ذلك ضمن خطة لسلطة الاحتلال والتي تهدف إلى تحويل عدن من مدينة وعاصمة سياسية وتجارية ذات مكانة دولية مشهود لها إلى قرية كبيرة فقيرة و مجهولة .
رابعا: الموقف الاقليمي والدولي من الحرب والاحتلال:
ـ استمر نظام (ج ع ي) في رفض الوساطات العربية والأجنبية لوقف التداعيات العسكرية والسياسية والبحث عن مخارج للازمة بين الطرفين كما اخل بتعهداته تلك التي التزم بها أمام الزعيم العربي الراحل ياسر عرفات في نوفمبر 1992م في صنعاء ،ونقض أيضا وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في فبراير 1994م بالعاصمة الأردنية عمان، ولم يلتزم بتنفيذ بنودها ولا بنتائج لقاء طرفي الدولتين المتنازعتين في ابريل 1994م في العاصمة مسقط بسلطنة عمان , ولم يعر هذا النظام المتغطرس أي اهتمام لنداءات المجتمع الدولي ومناشدات المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية ولم يستجب لكل الدعوات والمبادرات الصادرة من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي , ولم يقم بتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي (924) و (931) الصادرين في يونيو 1994م ولا بتنفيذ تعهداته للمجتمع الدولي التي أعلنها يوم 7 يوليو 1994م وهو الأمر الذي ابرز القضية الجنوبية وفتح آفاقا جديدة لها باتساع مؤيديها ومناصريها في الداخل والخارج.
حق شعب الجنوب في التخلص من الاحتلال ولذلك فقد انطلق شعبنا في الجنوب متمسكاً بحقه الطبيعي والمكتسب وحقه الشرعي في النضال للتخلص من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة المغدور بها, من الحقائق الآتية ذكرها :
1- إن الوحدة السياسية بين الدول والشعوب, عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تأمين مصالح أطرافها, ولذلك فهي قابله للنجاح بقدر ما هي قابله للفشل ولنأخذ مثلاً: الوحدة التشيكوسلوفاكية التي دامت أكثر من (70سنه) عاد كل طرف لوضعه السياسي المستقل بطريقة سلمية .. ثم الاتحاد اليوغسلافي الذي شهد تفككاً هو الأعنف في عصرنا, والذي شهد آخر استقلالات مكوناته في استقلال (كوسوفو). وفشل الوحدة المصرية السورية, ولم تلجأ القاهرة إلى القوة لفرض الوحدة على دمشق كما فعلت صنعاء مع عدن, ولذلك فإن مشروع الوحدة السياسية بين دولة (ج.ي.د.ش) و ال (ج.ع.ي) التي فشلت قبل أن تبدأ, ثم توج فشلها الذريع في شن الحرب العدوانية الغادرة من قبل (ج.ع.ي) على دولة الجنوب واحتلال أراضيها عسكرياً, وما تلت ذلك العدوان من ممارسات استباحية للأرض والعرض , إن كل ذلك لايقرر الفشل الكارثي لمشروع الوحدة المعلن في 22/5/1990م وحسب, بل وتحول هذا الفشل إلى جريمة إنسانية بحق شعب ودولة الجنوب.
2- إن إعلان (الوحدة) السياسية بين الدولتين على عقد سياسي (اتفاقيات ( دولي بين طرفيها وطالما نكث طرف بالعهد المتفق عليه, فقد سقط ماترتب على ذلك العقد شرعاً وقانوناً بل وعرفاً إنسانيا منذ انتقل الإنسان من عصور الهمجية البربرية إلى بناء مجتمعات تقوم علاقتها السياسية والاقتصادية .... الخ، على المواثيق والعقود والقوانين التي تنظم هذه العلاقات وتحفظ لكل الأطراف حقوقها ومصالحها. أي سقوط (الجمهورية اليمنية) باعتبارها دولة تعاقدية, قامت على معاهدات (اتفاقيات دولية) بين دولتين فكان بقائها مرهون بالتزام اتفاقياتها من قبل طرفيها, أي بنجاح عقدها السياسي, وفشل هذا العقد, لعدم التزام سلطة صنعاء به, يعني فشل الدولة المعلنة بعقد, ويحق لطرفيها العودة إلى ما قبل إعلانها وهو حق شرعي قانوني لم ولن تلغيه القوة وأطماع المحو والتدمير.
3- إن أجلى صور فشل مشروع وحدة مايو1990م تقرر في نتائج انتخابات 1993م حيث صوت شعب الجنوب بنسبة 100% لمرشحية الجنوبيين من الحزب الاشتراكي حينها بينما صوت شعب الشمال لممثليه السياسيين ( حزب المؤتمر و الإصلاح . وهنا تجسد الفشل على صعيد الشعبين كاستفتاء على فشل الوحدة واستحالة الاندماج .. وبالتالي فان مجلس النواب ضم شرعيتين سياسيتين لإرادتين شعبيتين مختلفتين واحدة للجنوب و الأخرى للشمال ، وهذه الحقيقة تكشف زيغ وزيف الشرعية المزعومة لنواب يعبرون عن إرادة شعبية جهويه ( الشمال ) ضد إرادة شعب الجنوب والذي حارب (70) يوماَ للدفاع عن دولته أمام جيوش ألشمال (ج.ع.ي) الغازية . أي أن حرب 1994م كانت بين دولتين :دولة أل( ج.ع.ي) المعتدية و (ج.ي.د.ش) المدافعة عن سيادتها لتخضع لاحتلال الأولى.
4- إن نظام صنعاء لم يكتف بتعطيل اتفاقيات الوحدة وحسب ، بل مارس الإرهاب ضد الشريك وحضر للحرب ضد الجنوب ولاجتياحها عسكريا واحتلاله قام بإلغاء اتفاقيات الوحدة وألغى وثيقة العهد و الاتفاق .. الخ .وهوأمر جلى عن إن صنعاء استهدفت ضرب مشروع دولة الوحدة وتدمير دولة الجنوب التاريخية وبسط الهيمنة و النفوذ عليها وتحويلها إلى فيد حرب وغنيمة ونصر للفاتحين كما أثبتت التجربة المرة التي يتجرعها شعب الجنوب على مدى عقد ونيف من القهر و الإذلال والحرمان في ظل نهج الحرب المستمرة ضده.
5 - إن صنعاء بمقاومتها العنيفة للجنوب وتدميره مشروعها السياسي المعادي لدولة النظام و القانون وتعتبر حربها ضد الدولة العصرية معركة وجود إن هذا العداء يمثل ثقافة نظام عدواني لا يستطيع العيش في ظل دولة مؤسسية وهي ثقافة تصطدم بثقافة شعب الجنوب الذي غدى خاسراَ دولته واستقلاله ومستهدفاَ في طمس ثقافته وهويته ليبقى اليقين ضرورة الخلاص من الجحيم الذي جني عليه حلمه القومي المتمثل بـ :
1. استحالة كفالة ادني حقوق شعب الجنوب في ظل نظام همجي يستخدم كل مقوماته الأقتصادية للحيلولة دون بناء دولة عصرية ونظام كهذا لا هم له غير الاستئثار بالسلطة و الثروة وإباحة الفوضى و النهب و السلب و العدوان يستحيل أن يعترف بحق شعب الجنوب الطبيعي و المكتسب وحقه الشرعي في الحرية و الاستقلال ويستحيل ضمان حل عادل يرضي شعبنا يعيد له وطنه عزته وكرامته في ظل الاحتلال العسكري اليمني ونظام يكرس الفوضى ويؤيد أشكال الحكم القبلي ما قبل الدولة .
2. التحرر الوطني من كل الأفكار والأساطير التي أوصلتها إلى هذا المصير المهين بعد أن بلغ شعب الجنوب اليقين وسط فاجعته بتصادم ثقافته وموروثة الحضاري مع اشقائة في أل ( ج.ع.ي) والذين حاكوا ( قلدوا) في احتلالهم لدولة الجنوب حروب غزوات ( مملكة سبأ) ليحضى علي عبد الله صالح في اللاشعور السياسي للقبيلة بدور المكمل لدور ( سبأ ) بعد ( ثلاثة الآلاف سنة) ,وحروب الفرق الشيعية ضد الجنوب العربي المسلم السني قبل 400 سنه.
6 ) - ن استمرار ارتكاب الجرائم و المذابح الاأنسانية بحق شعبنا ومواصلة نهب وسلب وتملك أراضيه وثرواته وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق للتحرر من الاحتلال اليمني واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها و الحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات و الممتلكات المنهوبة الخاصة و العامة و التعويض العادل عن معاناة شعبنا التي بلغت حد الفاجعة من قبل الاحتلال فضلاَ عن ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا حتى يقدموا للمحاكمة في المحاكم الدولية كغيرهم من مجرمي الحروب في العالم وسالبي ثروات الشعوب ومغتصبي الحقوق بالقوة من أصحاب الحق الشرعي .
7) - إن حق شعبنا في التحرر والاستقلال واستعادة دولته يعتبر حق إنساني تكفله كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية , بل وقائم وفقاَ لقرار فك الارتباط واستعادة دولة ( ج.ي.د.ش) الصادر عن قيادة دولة الجنوب في 21/5/1994م وهي القيادة ذاتها التي قبلت الدخول في أتفاقيات أعلان الوحدة مع ج ع ي.
من حيث الشرعية السياسية و القانونية ( فإذا كان قرار دولة الجنوب في 22مايو 1990م قراراَ شرعياَ ، فان القرار الثاني الصادر في 21مايو 1994م له الشرعية ذاتها ، و العكس بالعكس صحيح ) ومعلوم إن سلطة صنعاء هي المسئولة عن فشل مشروع الوحدة ، وشن الحرب على الجنوب ( وعن إعلان فك الارتباط الشرعي واستعادة الشخصية الدولية لدولة الجنوب ( ج.ي.د.ش) كما كان عليه الحال قبل عام 1990م .
- كما يستند نضال شعب الجنوب لنيل حقه بالحرية والاستقلال إلى المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي لا تقر بأي شرعية سياسية لنتائج القوة ( الحروب ) على الغير . وعلى المواثيق و العهود الدولية التي شرعت لنصرة حقوق وحريات الإفراد و الجماعات و الشعوب على السواء . وكذلك على إلمام المجتمع الدولي بجريمة الحرب العدوانية ضد شعبنا الجنوبي التي اتخذ مجلس الأمن الدولي بشأنها القرارين (924- 931) لعام 1994م ولازالت القضية قيد النظر أمام مجلس الأمن الدولي .
الفصل الثاني
القضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي
لقد عمق واقع النهج والفعل الاستبدادي لنظام الاحتلال اليمني (ج ع ي) على شعب الجنوب مأساة لم يشهد لها تاريخ المنطقة مثيلا ، وأصبحت القضية الجنوبية هي قضية وطن مسلوب وشعب يباد ببطئ ,وهي قضية تتعلق بالحق الكامل لأبناء الجنوب في هويتهم وثروتهم ووجودهم وحق فرض سيادتهم على كامل تراب أرضهم(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
إن سياسات الاحتلال والإلغاء والجور والمعاناة قد أنتجت وعيا ناضجا ورافضا لها في الشارع الجنوبي , أدت إلى نشؤ الحراك السلمي الذي برهن على قدرته على الاستمرار والثبات والحفاظ على طابعه السلمي الحضاري التحرري بالرغم من المحاولات اليائسة لسلطة صنعاء لتشويه صورته بوصفها له بالحركة التخريبية والإرهابية من جهة, و ممارستها كل أعمال القمع والقتل والزج بنشطاء الحراك في السجون والمحاكمات الصورية والتنكيل بهم من جهة ثانية. حيث تمكن هذا الحراك السلمي الشعبي من إعلاء شأن القضية الجنوبية وجعلها في واجهه الأحداث كقضية سياسية بامتياز معترف بها دوليا وإقليميا تتفاعل معها وسائل الإعلام في دول العالم المختلفة.وتتناولها الهيئات الدولية بتقاريرها اليومية فقد بدأ الرفض الشعبي الجنوبي للأحتلال بتأسيس الجبهة الوطنية للمعارضة الجنوبية (موج) في نوفمبر 1994م في الخارج و بتأسيس حركة تقرير المصير (حتم) و تم تأسيس (حركة الخلاص) في نفس العام , وأيضا بروز تيار أصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الأشتراكي , وفي مطلع 1998م تم تأسيس العشرات من المنتديات السياسية والمواقع الإخبارية الالكترونية. وانبرى عدد من الصحفيين والكتاب و بعض الصحف الأهلية, و أبرزها صحيفة الأيام الغراء المشهود لها ببلورة القضية الجنوبية بكل أبعادها التاريخية والاقتصادية والسياسية, وفي أغسطس 1999م تم تأسيس اللجان الشعبية, وفي يوليو 2004 تم الإعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي في الخارج (تاج), وفي 13 يناير 2006 تم الإعلان عن نهج التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح في محافظات الجنوب وبدءاً من مارس 2007م, تم تأسيس جمعيات المتقاعدين المدنيين و المتقاعدين العسكريين والأمنيين, والمتقاعدين الدبلوماسيين والشباب والطلاب, ومناضلي ثورة 14 أكتوبر, وفي يونيو 2007م تشكلت مجالس تنسيق الفعاليات السياسية و هيئات النضال السلمي في المحافظات الجنوبية وفي أكتوبر 2008م تم الإعلان عن المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته + والهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب + الهيئة الوطنية العليا لنضال السلمي لتحرير الجنوب وفي مارس2009م تم تشكيل حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح) . وفي 9 مايو 2009 تم دمج كل هذه الهيئات في مجلس قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب واختيار قيادته من رؤساء تلك المكونات + 1، واختيار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب والمناضل الرمز حسن احمد باعوم رئيسا للمجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي .
إن هذه الإرهاصات جعلت من الأهمية بمكان وجود كيان وحامل سياسي واحد لقضية شعب (ج ي د ش) ونضاله السلمي التحرري لاستعادة دولته, حيث تم في 18 يناير 2010م تغيير التسمية إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب (بدلاً عن مجلس قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب), والمجلس هو امتداد حقيقي للجان الشعبية للدفاع عن أملاك الجنوب وثرواته التي أسسها الكتاب والمثقفين بعد حرب 1994م في كل محافظات الجنوب ,وللتصالح والتسامح الذي امتدت احتفالاته على طول وعرض الجنوب ,ولمجالس التنسيق بين المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين,ثم إلى الهيئات الوطنية والمجلس الوطني والشرائح الاجتماعية(سلاطين ,مشائخ ,رجال دين ,تجار ,شباب ,مرآة) ,وهو الممثل الشرعي ,وليس الوحيد لنضال الشعب الجنوبي الأبي .
أولا : دوافع النشأة
نشأ المجلس – المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب – نتيجة تفاعل عوامل عدة عايشها الشعب الجنوبي منذ 7/7/1994م .وتتفرع هذه العوامل عن عاملين أساسيين هما : التطورات السياسية والاجتماعية والثقافية للقضية الجنوبية , وظهور وتطور الصحوة الشعبية والرفض المجتمعي للأحتلال اليمني .
ثانيا :الصراع مع الاحتلال
يرى المجلس أن الصراع مع المحتلين في الجنوب هو صراع وجود ,وهو صراع بين ثقافتين وهويتين وحضارتين ودولتين , لا يمكن إنهاءه إلا بزوال الأحتلال ,وفك الارتباط والاستقلال .خاصة بعد أن تبين لنا أن الدولة اليمنية الحالية هي دولة قبلية عصبية تحمل مشروعا متوارثا لاحتلال الجنوب وضمه بالقوة وجعله من أملاكها,وهي ليست مجرد دولة جارة للجنوب ذي أطماع إقليمية , بل تحمل مشروعا استيطانيا للسيطرة على مقدرات الجنوب وأراضيه وثرواته , وخلق الانقسامات الداخلية وإدخال بلدان الجزيرة العربية في حروبها الداخلية المذهبية لضرب أي مقاومة جنوبية , ومحاولتها سلخ الجنوب عن هويته وجذوره الحضارية ,وتكريس الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية اليمنية. ويرى المجلس إن مسألة احتلال الجنوب يشكل تهديدا حقيقيا لجميع بلدان الجزيرة العربية.
يؤكد المجلس أن خير طريقة لإدارة الرفض للاحتلال ,هي حشد طاقات الشعب الجنوبي لحمل راية النضال الوطني ضد الاحتلال الغاشم في الجنوب بكل السبل السلمية . وتوحيد إرادة الشعب وقراراته السياسية من اجل فك ارتباط الجنوب العربي {جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية} من الجمهورية العربية اليمنية .ورفض المشروع اليمني الاستيطاني في الجنوب .وأنة لا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط بأي جزء من ارض الجنوب ,أو الاعتراف بشرعية الاحتلال وذلك بإيجاد بعض الإشكال السياسية للحل{ فيدرالية أو كون فيدرالية } أو غيرها من المشاريع المرفوضة .ويجب على كل أهل الجنوب إعداد العدة لطرد الغزاة حتى يخرجوا من أرضنا كما دخلوها عام 1994م .
ويؤكد المجلس أنة مع الاستقرار العادل في المنطقة ,بل ويدعو له ويسعى لتحقيقه ,ويتفق مع بلدان الجزيرة على أهمية إن يسود السلام ربوع الجزيرة العربية والعالم كله...ونرفض أن تكون الجزيرة العربية ضحية للتعصب المذهبي الذي يحاول نظام صنعاء أنتاجه ونظرا لخطورة أي مشاريع تجري في أطار سلطة الاحتلال(أحياء المذهبية في الشمال وصنع عناصر القاعدة في الجنوب) أو في إطار الوحدة التي يتحدث عنها نظام صنعاء- فقد تبنى المجلس موقفا يقوم على النقاط التالية :
1- توعية الشعب الجنوبي بخطورة مثل هذه المشاريع والنتائج الناجمة عنها.
2- العمل على توحيد القوى الجنوبية الرافضة لتلك المشاريع التي تحيي الحروب الداخلية الصغيرة والمتواصلة ,سواء كانت في الشمال أم في الجنوب.
3- مطالبة الإخوة الحزبيين من ابناء الجنوب فك أرتباطاتهم الحزبية أو تجميد نشاطاتهم والتزاماتهم الحزبية والالتزام بهذا البرنامج السياسي إذا ارادوا(فقط)المشاركة في قيادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي وهيئاته التنظيمية. وبضرورة التراجع عن المشاريع الصغيرة للأحزاب التي تهدد وجود شعبنا في الجنوب في الحاضر والمستقبل.أوالعمل على التنسيق معهم مع بقائهم في عضوية أحزابهم كمشاركين في الحراك وليس في قيادته.ونقول لإخوتنا في اليمن_ أحزاب وقوى أجتماعية وسياسية _ نحن أخوة في الدين والهوية العربية ونحن ضد احتلال دولتكم لأرضنا ...ولكننا لن نكون يوما ما ضد الشعب اليمني الشقيق.
4- الاتصال بالبلدان العربية والإسلامية والأجنبية ومطالبتها بإدانة ورفض الاحتلال اليمني للجنوب, والوقوف إلى جانب مطالبنا العادلة وعلى رأسها فك الارتباط واستعادة الدولة والاستقلال الكامل.
ثالثا :الموقف من القوى الجنوبية الأخرى ، يرى مجلس الحراك السلمي أن:
1- ساحة العمل الوطني الجنوبي تتسع لكل الرؤى والاجتهادات , وان وحدة العمل الوطني الجنوبي غاية ينبغي على الجميع بذل الجهود من اجل الوصول أليها .
2- يسعى المجلس إلى تعزيز الاندماج بين الهيئات الذي تم يوم 9مايو 2009م ..ويرى إن أية صيغة مشتركة مع أي مكون من خارج المجلس يجب أن تقوم على أساس الالتزام بالعمل السلمي لتحرير الجنوب وعدم الاعتراف بالمحتل أو إعطاءه حق الوجود على أي جزء من الجنوب .
3- يؤكد المجلس انه مهما بلغت التباينات في وجهات النظر فانه لا يجوز بحال من الأحوال , لكان من كان , إن يلغي الآخر أو يجرمه ,أو يستخدم العنف لحل الإشكالات أو فرض الآراء والتصورات بالقوة ,فمن ليس معنا هو منا .
4- يدافع المجلس عن حقوق الشعب الجنوبي من غير تمييز على أساس فئوي أو سياسي ,ويؤمن بحق شعب الجنوب بكل شرائحه الاجتماعية في الدفاع عن أرضه وتحرير وطنه.
5- يعلن المجلس بصرامة ووضوح ودون مواربة أو غموض انه لن يسمح بإجراء أي انتخابات عامة يقوم بها نظام الاحتلال على ارض الجنوب .وإن أي انتخابات تجري في ظل الاحتلال تعتبر باطله.
رابعا :الموقف من قيادات البرامج السياسية للأحزاب الممركزة في صنعاء :
1- إن علاقة المجلس مع الأحزاب لا تحددها التمنيات والأهواء ولكنها نابعة من ظروف المرحلة , ومن استقلالية المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ,وحتى لا تصبح الأحزاب ليست أكثر من إفراز من إفرازات النظام ,والتعايش معه ,أو تشكل ستارا من شأنه إضفاء الشرعية على الاحتلال وممارساته ,وهي عندما تمارس التعددية على مستوى الشمال والجنوب أو توافق على الدخول في الانتخابات فهي إنما تمنح المحتل في الجنوب شرعية سياسية.وأن أي حزب يعلن عن نفسه وينتمي إلى الجنوب دون أن يكون له ارتباط بصنعاء عاصمة الاحتلال يجب التعامل والتنسيق معه على أسس وطنيه جنوبية.وأن يمتلك الحق في نشاطه على أرضه الجنوبية.
2- إن المجلس يرى في الحوار مع نظام الاحتلال لإصلاحه عبارة عن صيغة مضللة لتصفية القضية الجنوبية .وإن لا حوار مع المحتل بل تفاوض من أجل فك الارتباط واستعادة الدولة والاستقلال .
خامسا :العلاقات الخارجية :
1- يؤمن المجلس بأن ارتباط نظام صنعاء مع بلدان العالم لا يحول دون اتصال المجلس مع أي من البلدان التي لديها الاستعداد لدعم قضيته ونضاله العادل من أجل الحرية .
2- يؤمن المجلس بالوحدة العربية والإسلامية والسلام بين الدول كافة , ويبارك أي جهد يبذل في هذا المجال ’بل ويعمل على تشجيعه .
3- يقف المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني من اجل استعادة أرضه المغتصبة ويدعم صموده ومواجهته للاحتلال الصهيوني , وإقامة دولته الفلسطينية على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
4- يؤمن المجلس بأهمية الحوار بين مكونات الشعوب والقوى الدولية بغض النظر عن عقيدتها أو نظامها السياسي أو جنسيتها ,والتعاون معها لصالح خدمة الإنسانية جمعا.
5- المجلس لا يعادي احد على أساس العرق أو المعتقد الديني ,ولا يناهض أي دولة او منظمة ما لم تمارس الظلم ضد شعبنا ,أو أن تكون طرفا في محور سياسي ضدنا او تناصر الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية ضد أخوتنا الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم.
6- يتطلع المجلس إلى مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية والدول والمنظمات والهيئات الدولية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة لإدانة الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال اليمني المخالفة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان , وتوقيفه عن ارتكاب المجازر البشعة ضد شعبنا الجنوبي وسلبه لأراضية ونهبه لثروته وإبادة إنتفاضتة الشعبية .
7- يرفض المجلس الحروب المذهبية التي يروج لها نظام صنعاء والجارية حاليا في صعده وعمران والجوف وذمار وصنعاء ,ومحاولاته في إدخال بلدان المنطقة والبلدان الأخرى كشركاء فيها ,مستغلا بذلك التقسيم المذهبي للشعب الشمالي(زيدية ,شافعية ,أسماعيلية وأثني عشرية).
سادسا ً : الأهداف والمهام النضالية التحررية للحراك السلمي الجنوبي:
1) الحراك الجنوبي الشعبي السلمي هو حركة شعبية سلمية، والأداة والوسيلة النضالية لأبناء الجنوب، المعبّرة عن ارادة شعب الجنوب في التحرر من الاحتلال، واستعادة هويته وسيادته ودولته المدنية المستقلة و هو الحامل الشرعى للقضية الجنوبية والمعبّر السياسى عنها محليا واقليميا ودوليا ممثلا بالرئيس علي سالم البيض
2) اعتبار قضية الجنوب هي قضية حق طبيعي ومكتسب قضية شعب وارض وتاريخ سياسي وتراث كفاحي وثقافي (دولة تاريخية)تم اخضاعها بالغدر والعدوان للاحتلال, تقوم على أساس التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وهي تمثل عزة وكرامة ومستقبل أبناء الجنوب, وهي قضية لا تقبل المساومة ولا تموت بالتقادم , وتمتلك كل مقومات الشرعية الدينية والوطنية والدولية.
3) يسعى المجلس إلى تأصيل أسس قضية الجنوب بكافة أبعادها التاريخية والجغرافية والسياسية والثقافية وتعزيز الوعي الجنوبي لها مما يجعلها قضية حية لكل الأجيال وفي واجهة الأحداث في المنطقة والعالم, وأتباع كل الأساليب و الوسائط الحضارية الفاعلة والممكنة لإبراز قضية الجنوب أمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي.
4) ثبات واستمرار الطابع السلمي للنضال التحرري, وتصعيده من خلال الاعتصامات والمهرجانات والمسيرات والمظاهرات والإضراب الجزئي والعام, ثم العصيان المدني, مع إبقاء كافة الخيارات الشرعية المتاحة مفتوحة, حسبما تتطلب الحاجة لكل ظرف.
5) تمتين الاندماج الاجتماعي والسياسي لكل الشرائح الاجتماعية والفعاليات السياسية , وترسيخ ثقافة التصالح والتسامح والتضامن وإيجاد وحدة وطنية بين أبناء (ج ي د ش) والحفاظ على الروابط وتفعيل آليات التواصل مع منظمات المجتمع المدني من الجمعيات والهيئات المهنية والتخصصية وكذا الشخصيات والعلماء والمثقفين في الجنوب, والاهتمام الفعلي والتواصل المستمر مع أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمنفيين و مناضلي الحراك السلمي الجنوبي.
6) اعتبار كل أبناء الجنوب ونتاجهم هم مواطنو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومتساوون في الحقوق والواجبات ومعنيون بالمشاركة في النضال من اجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. إن خيمة الوحدة الوطنية الجنوبية تجمع تحت سقفها كل الجنوبيين, في ظل راية الجنوب من أجل استعادة دولتهم واستقلالها, وهو الهدف السامي الذي يجب أن يظل فوق أي خلاف أو تحزب, وان مطلب تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية يبقى على رأس مهام مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب. إن ما يحمي ويصون القضية الجنوبية اليوم ويجعلها أمل كل جنوبي هو أن كلمة أبناء الجنوب واحدة وصفهم واحد.
7) رفض العنف والإرهاب والعنصرية والعصبية والتطرف بكافة أشكاله ونبذ الإقصاء والتهميش والإلغاء والتخوين وتعزيز ثقافة التعددية وقبول الآخر واحترام حرية و حقوق الإنسان.
فضح وكشف ممارسات نظام الاحتلال تجاه الجنوب وشعبه في النهب والقتل والقمع والتشريد والزج في السجون , من خلال إيجاد قاعدة بيانات راصدة وعاكسة لكل الانتهاكات.
9) التأكيد و الحفاظ على العلاقة الجيدة وروابط الاتصال مع أشقائنا أبناء (ج ع ي) والحرص عليها ونشر بذور المحبة بين البلدين الجارين ونبذ ثقافة الكراهية والعداء بينهما.
10) رفض آليات كل المشاريع السياسية والإدارية والاستيطانية للغاصب المحتل ومحاربتها والتي تهدف إلى تشويه وطمس هوية الجنوب وثقافته وارثه التاريخي والحضاري.
11) ترسيخ العمل المؤسسي واعتبار الحوار قاعدة معتمدة وسلوك نضالي و في التعامل مع الآخرين و الحرص على توطيد العلاقات مع المؤسسات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بقدر تأييدها وموقفها من قضية شعبنا العادلة في مجملها.
12) رفض و مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية تحت مسمى الجمهورية اليمنية ومحاربتها بكافة الوسائل السلمية الممكنة , وكونها أحدى أهم الأدوات التي يستخدمها حكام صنعاء لإضفاء الشرعية على وجودهم واستمرار تسلطهم واحتلالهم لبلادنا أرض الجنوب من جهة , ولضرب حراكنا السلمي مستندين على تلك الشرعية المزعومة من جهة أخرى.
13) تشكيل مركز اعلامي جنوبي مهني في الداخل والخارج. يشمل المركز مركزا للدراسات والبحوث والتوثيق، ومواقع الكترونية متخصصة، وصحف ووسائل مرئية ومسموعة متنوعة، موجهة لكل من الداخل والخارج، وباللغتين العربية والانجليزية. على ان يتم اختيار عناصر كفوءه للعمل في الجهاز الاعلامي الجنوبي، وان تؤخذ بعين الاعتبار الظروف القهرية الراهنة خصوصا في الداخل.
14) العمل المكثف والمنظم لكسب التعاطف والتاييد المحلي والاقليمي والعربي والدولي من خلال التنسيق بين الداخل و الخارج، وانشاء هيئات ومكاتب متخصصة مهنية وكفوءة ، للتعبير عن عدالة القضية الجنوبية.
15) يتم الاستعانة باخصائيين ومهنيين في كافة المجالات السياسية والدستورية والدبلوماسية وغيرها من المجالات للقيام بالاعداد لمهمة وضع السياسات والاستراتجيات والاجراءات القانونية المتعلقة بمستقبل الجنوب.
الفصل الثالث
ملامح النظام السياسي لدولة الجنوب:
إن شعب الجنوب الذي قرر اليوم النهوض بثورته السلمية الحضارية التحررية لتقرير مصيره، ويقدم التضحيات الجسام في سبيل ذلك. هو دون غيره صاحب الحق كل الحق في تحديد طبيعة النظام السياسي لدولته ونهجها السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي وتطلعاته لبناء مستقبله، وهو الوحيد صاحب الحق بالتحكم في أرضه وما تحتويه على ظهرها وباطنها وبحرها.
وبما أن الحراك السلمي يقود نضال شعب الجنوب فإنه بالإستناد إلى ثقة هذا الشعب به والى تجارب شعبنا الماضية وتماشياً مع روح العصر يرى أن ملامح الدولة لشعب الجنوب المستقلة وسياستها الداخلية والخارجية ستكون:
البرنامج السياسي للحراك السلمي الجنوبي لتحرير الجنوب
بسم الله الرحمن الرحيم
((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))
البرنامج السياسي للحراك السلمي لتحرير الجنوب
مقدمه :
يكمن جوهر القضية الجنوبية في قضية شعب ومصير وطن . والاحتلال اليمني للجنوب عام 1994م يكمن في استيلائه التدريجي على وطن بأسرة وبالقوة الأمنية والعسكرية كطريق اختارته الجمهورية العربية اليمنية للقضاء على المجتمع الجنوبي وسلب أملاكه وهويته وتراثه وتاريخه ,ومحاولة استبدال شعب بشعب آخر منقول إلية , وإيجاد كيان سياسي غير جنوبي على ارض جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب العربي) . ولولا الرفض والمقاومة الجنوبية السلمية التي بدأت بالأقلام الشريفة ومظاهرات الرفض للاحتلال بعد الحرب مباشرة لفقد الشعب واقعة السياسي وانتماءه الوطني وقيمة المجتمعية.
والأسواء من كل ذلك إنه قد فقد دولته التي بنيت عبر مئات السنين واستبدل مؤسساتها بأفراد شماليين تابعين لنظام الاحتلال , يديرونها حسب هواهم ومصالحهم .حتى كاد الجنوبيون أن يفقدوا هويتهم الجنوبية الحضارية الإسلامية والعربية وثقافتهم الإنسانية وأصبحوا في ظل الاحتلال اليمني المقيت عاجزين عن التعبير عنها كما فقدوا صفة المواطنة وحقوقها وواجباتها ,وأمسوا يعيشون بجنسية أخرى ودولة أخرى وهوية أخرى.
وتحولت الشراكة بين الدولتين –جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التي أعلن عنها في عام 1990م من قضية شراكة بين دولتين إلى قضية احتلال يعمل على منح بعض الجنوبيين مناصب شكلية لإظهار شرعيته في حكم الجنوب ,وعلى توطين اليمنيين الشماليين في الجنوب لأحداث تغيير ديمغرافي أما الأغنياء والمستثمرين الجنوبيين فهم لم يكونوا حياة اقتصادية خاصة ومستقلة تحفظ أموالهم من النهب الذي يتعرضون له ,لافتقادهم الأمن والحرية ,مستعينين من كل ذلك نفسيا وماديا بالمحتل الذي يتصرف بخيرات الجنوب.
واليوم يمكن القول ودون مبالغة إن الحراك السلمي لتحرير الجنوب المتواصل منذ عام 1994م قد غدا واحدا من اكبر المعارك السياسية التي يخوضها الشعب الجنوبي حيث حقق هذا الحراك من المكاسب الكبيرة ما لم يتحقق سابق (التصالح والتسامح والتضامن ,إعادة اللحمة الجنوبية إلى مكانتها التاريخية , اختيار شروعنا الوطني القادم في بناء الدولة والتوافق حوله ، و تثقيف وإعلام أبناء الجنوب بهويتهم الحقيقية الجنوب العربي ).
وبتشكيل مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي عكس وحدة الشعب الجنوبي والالتفاف حول قيادته السياسية بدأت تتضح الرؤية وتتوحد الصفوف خلف قيادة موحدة, ستكون غدا منتخبة بأذن الله من قبل الشعب الجنوبي. فالحراك الجنوبي هو مقاومة شعبية سلمية وطنية ,يعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقلال والخلاص من الاحتلال والتصدي للمشروع الهمجي من قبل قوى القهر والمذهبية والغنيمة ,وشكل بداية لانتفاضة شعبية منظمة .
واعتبر لقاء 9 مايو2009م بمثابة اللقاء التأسيسي لمجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب ,حيث دعا في بيانه الأول إلى ضرورة وحدة الصف الجنوبي بدلا من الضياع الذي عاشه شعبنا .
ويؤمن إن هذه النهضة الجنوبية الواسعة هي المدخل الأساسي لتحرير الشعب الجنوبي من الاحتلال اليمني ويرى في التعاليم الإسلامية والمواثيق الدولية والثقافة الإنسانية المراجع الأساسية الثابتة للعمل ضد محتل يحمل منطلقات الإبادة الجماعية للشعب الجنوبي (القتل الفردي والجماعي ,طرد الجنوبيين من أعمالهم باسم التقاعد نهب الأراضي والثروات ,عسكرة الحياة اليومية في الجنوب ,ملاحقة واعتقال وقتل المناضلين في سبيل استعادة دولتهم),وهذه الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الجنوبي نعتبرها مشروعا مضادا لكل مشاريع الوحدة العربية والنهوض بها.
ويضم المجلس في صفوفه كل المؤمنين بأفكار التحرر والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية ’المستعدين لتحمل تبعات النضال الوطني ومواجهة المشروع الهمجي ’المتعصب.
فالمجلس يخوض صراعا مع محتل همجي مذهبي لا يراعي أي قيمة من القيم النبيلة التي يتمسك بها المجتمع الأنساني...ويوجه قوته الجماهيرية نحو خصمه الحقيقي وليس ضد الشعب اليمني ,ومهما كان تعاون بعض القوى القبلية والحزبية اليمنية مع المحتل فأن المجلس لن ينحرف عن مبادئه التي عرفها عنة تاريخه.
الفصل الأول
مسار مشروع الوحدة بين الدولتين
أولا: لمحة تاريخية:
تعتبر الحقائق التاريخية ثوابت منطقية لتحديد الظواهر الاجتماعية والسياسية كونها حقائق عاكسة لهوية الشعوب وارثها في التطور الحضاري والإنساني , فالكتابات والثوابت التاريخية عن جنوب الجزيرة العربية أشارت بوضوح تام إلى عدم قيام أي وحدة سياسية بين الشمال والجنوب لقد تعرضت أراضي الجنوب إلى محاولات مختلفة من الغزو الأجنبي في فترات تاريخية عدة، وإمامها لم يتوانى أبناء الجنوب في صدها ومقاومتها، وفي العهد القريب قام في الجنوب مجتمع مدني منظم، حيث نشأت إمارات ومشيخات وسلطنات والتي امتد وترافق حضورها الإداري والسياسي مع فترة الاستعمار البريطاني للجنوب. وكان النظام الإداري في الجنوب مشهودا له بأنه الأكثر تطورا في شبه الجزيرة العربية حينذاك. و في أعقاب مقاومة شعبية باسلة غير متكافئة، أحتلت بريطانيا عدن فى 19 يناير 1839م ، ثم بسطت نفوذها الكامل على السلطنات والامارات والمشيخات في الجنوب ، وعقدت معها اتفاقيات حماية واقامت وأنشأت في المحميات ادارات محلية تتمتع بحكم ذاتى تدير من خلاله شوؤنها الداخلية ، واحتفظت بريطانيا بادارة الشوؤن الخارجية من خلال مستشارين سياسين ملحقين بالحاكم البريطاني في عدن .
ورسمت بريطانيا حدودها الدولية الشمالية الغربية مع اليمن باتفاقية العام 1914م مع الدولة العثمانية التى كانت تحكم اليمن حينذاك ودخلت فى مفاوضات بشان حدودها الدولية الشمالية والشرقية مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لم تسفر عن اتفاقيات لترسيم الحدود ، فأختطت معها ، بالتنسيق مع سلطنتى حضرموت والمهرة ، حدودا دولية ادارية التزمت بحمايتها الى يوم الاستقلال الوطنى نوفمبر1967م .
وكتعبير عن رفض الشعب للاحتلال الأجنبي ، فقد قامت عدة انتفاضات شعبية وتمردات قبلية واحتجاجات نقابية وسياسية وثقافية ضد الوجود البريطانى ، التي خاض غمارها كل شعب الجنوب بقواه وتنظيماته السياسية والنقابية المختلفة ، و شخصياته الوطنية من مثقفين وادباء وصحفيين وسلاطين وعلماء ومشائخ وغيرهم منذ احتلال عدن في عام 1839م والتي توجت باندلاع ثورة 14كتوبر1963م ،والتي أدت الى تحقيق الاستقلال الوطني عن بريطانيا فى 30نوفمبر 1967م .
فقد أدرك شعب الجنوب الامتداد التاريخي العربي وأستراتيجيتة، حيث ناهض المشاريع الاستعمارية والصهيونية وساند كل أشقائه العرب , والأمر عينه عندما أطاح الانقلاب العسكري بحكم ألائمه في المملكة المتوكلية اليمنية وإعلان ثورة 26سبتمبر عام 1962 وقيام الجمهورية العربية اليمنية.
لقد أثمر الكفاح التحرري لشعب الجنوب ضد الاستعمار البريطاني إلى نيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبرعام 1967م وتم الإعلان عن قيام (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) كدولة مستقلة و عضو في كل من جامعة الدول العربية، و منظمة الأمم المتحدة في نفس العام ، ثم عضوا في منظمة المؤتمر الإسلامي وحركة دول عدم الانحياز، وفيما بعد أصبح اسمها (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) بنهجها السياسي والاقتصادي الذي تأثر بالأفكار الاشتراكية والقومية في فترة الحرب الباردة.
انطلاقا من تأثيرات الفكر القومي السائد في منتصف القرن الماضي والداعي إلى وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج , شهد مشروع الوحدة بين دولتي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) و (الجمهورية العربية اليمنية) جولات تحضيريه عدة , منها التوقيع على مشروع الوحدة في أكتوبر 1972، وإعلان بيان طرابلس في نوفمبر 1972م، واتفاقية الكويت في مارس 1979م واتفاقية الاستثمار المشترك في مايو 1988م واتفاقية عدن في نوفمبر 1989، واتفاق صنعاء في أبريل1990م.
ثانيا: فشل مشروع الوحدة:
إن فشل مشروع الوحدة بين دولتي الشمال والجنوب كان نتيجة طبيعية للأسباب البارزة التالية:
1- قيام نظام (ج ع ي) بنقض اتفاقات المشروع الوحدوي الموقعة ,والتنصل عن التعهدات والالتزامات المطروحة , ورفض المساعي والوساطات العربية والأجنبية لحل الخلافات مع الجنوب, والقيام بإعلان الحرب على (ج ي د ش) في 27 أبريل عام 1994م التي استمرت (73) يوماً واستكمال احتلاله يوم 7/7/94م (يوم دخول قوات (ج ع ي) والسيطرة على عدن عاصمة دولة الجنوب
-2 كانت الدولتان على مدى التاريخ مستقلتين جغرافيا وسياسيا، ومختلفتان كليا في امتدادهما الاجتماعي والثقافي ولا وجود للروابط الإدارية أو التاريخية أو السياسية المزعومة بينهما ، ففي الجنوب تراكمت قيم حضارية مع حضور كامل لثقافة الدولة والعمل المؤسسي. بينما في الشمال تراكمت منظومة علاقات متخلفة تستند إلى وعي وعلاقات مجتمع قبلي لما قبل نشوء الدولة.
3 - إحجام وامتناع طرف (ج ع ي) في بناء الدولة وتعزيز سلطة النظام والقانون وتمسكه بأعراف سلطة القبيلة ولجوئه إلى إعداد حشد قواته العسكرية والأمنية والقبلية لضرب الدولة الجنوبية عن طريق تشكيل فرق الجماعات الإرهابية المتطرفة المسلحة والاستحواذ على المال العام والسيطرة على وسائل الإعلام و مؤسسات الدولة، والقيام بسلسلة من الاغتيالات لعدد من والكوادر الجنوبية، وشن حرب إعلامية شعواء ضد الجنوب دولة وشعبا وهوية و تدمير الطابع المدني والحضاري في كافة مناطق الجنوب , وأحياء ثقافة الصراعات القبلية والثأر والتطرف الديني .
-4 اعتماد مؤشر السكان كأساس لصالح طرف (ج ع ي) للتمثيل في السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) و مؤسسات الدولة، وتم تجاهل مؤشرات الجنوب في إمكانياته الهائلة المتمثلة في مساحة الأرض الواسعة وحجم الثروة الضخمة والموقع ألاستراتيجي الهام مع وجود بنية أساسية تجارية واقتصادية و ثقافية. الأمر الذي كرسه نظام (ج ع ي) لترسيخ هيمنته ولخدمة مصالحه على حساب تهميش وتغييب مصالح دولة الجنوب.
5- أدت نتائج انتخابات أبريل 1993م إلى أثبات الانحياز والاصطفاف الجغرافي والسياسي والاجتماعي لشعبي للدولتين، حيث صوت شعب الجنوب لممثليه الجنوبيين وشعب الشمال لممثليه الشماليين(56 دائرة فقط للجنوب و245 للشمال .
ثالثا: الممارسات العدوانية لنظام الاحتلال تجاه الجنوب :
أهم الممارسات العدوانية لنظام الاحتلال ضد شعب الجنوب يمكن إيجازها بالاتي:
1- الغزو والعدوان الدموي، وحرب الإبادة الجماعية على الجنوب وإصدار فتاوى تكفير شعبه والتعامل معه بالعنصرية والدونية، واستمرار الحملات العسكرية على المدن والقرى، وقمع الفعاليات السلمية والقيام بحملات الاعتقالات والاختطافات والتصفيات الجسدية.
2- إلغاء دستور مشروع دولة الوحدة والعمل بقوانين (ج ع ي) وطمس التاريخ والإرث السياسي لشعب الجنوب،وتسويق مزاعم واحديه الأرض و الثورة (عودة الفرع إلى الأصل والثورة البنت إلى الثورة الأم) وحياكة المؤامرات والدسائس وبث الفتن والصراعات القبلية بين أبناء الجنوب و نشر و تشجيع ثقافة الفساد في الحياة العامة .
3- طمس وتشويه الهوية الثقافية والوطنية لشعب الجنوب ، وتدمير المواقع والمعالم الأثرية، ونهب الآثار والوثائق التاريخية وأرشيف دولة الجنوب ،وتزوير وتحريف الحقائق، والمعلومات بكل أبعادها التاريخية والجغرافية والثقافية والسياسية في الكتب والكراريس التعليمية والندوات وفي وسائل الإعلام الرسمية ،وتغيير طابع ونمط البناء الجنوبي إلى الطابع الشمالي لـ ( ج ع ي. )
4- تدمير جيش الجنوب ومؤسساته الأمنية والعسكرية ومرافقها ومنشاتها و قواعدها المادية.
5- القيام بتصفية المؤسسات الصناعية والتجارية والفندقية والخدمية للقطاع العام والمختلط والاستيلاء على مزارع الدولة والتعاونيات الزراعية والخدمية والاستهلاكية وتمليك المنشآت والمباني والعقارات الحكومية بكل ما فيها من أصول مادية للمتنفذين الشماليين في نظام الاحتلال واستباحة الأراضي لهم .
6- نهب الثروات النفطية والمعدنية وتمليك قطاعات وحقول وأبار و مناجم لرئيس نظام صنعاء و أفراد أسرته ولشخصيات قبلية وعسكرية شمالية, واحتكار القطاعات الاستثمارية و التجارية والعقارية والصناعية والسمكية والزراعية لمتنفذين من (ج ع ي), وحرمان مدن وقرى الجنوب من مشاريع إنمائية أساسية وإنهاء الخدمات الضرورية للمواطنين كالصحة والتعليم والبيئة والكهرباء .
7- نهب الاحتياطي النقدي لعملة الجنوب (الدينار) ومصادرة ملايين الدنانير المتراكمة في صناديق معاشات الضمان التقاعدي في الجنوب و في كل من صناديق تقاعد في (ج ي د ش) , إذ لم يكن نظام التقاعد هذا معمولا به في (ج ع ي) قبل الوحدة. وبعد الحرب تم نقل كل تلك الأموال إلى صنعاء مما يعني أن الموظفين الجنوبيين هم فقط من ساهموا في أموال تلك الصناديق طيلة الفترة التي سبقت عام 1990م و من دون أي مساهمة من موظفي الشمال الذين أصبحوا شركاء في صناديق التقاعد ولهم ما للجنوبيين من حقوق فيها ،وهذا بحد ذاته ظلم وتعد سافر على حق من حقوق الجنوبيين.
8- إلغاء شركة طيران (اليمدا) التي كانت مملوكة لدولة الجنوب (100%) وتذويبها ضمن شركة الخطوط الجوية اليمنية (اليمنية) التي تملك الدولة (51%) منها فقط, وتحويل كل ما تمتلكه (اليمدا) من أصول بما فيها أسطول الطائرات والمباني إلى (اليمنية) وذلك على طريق نهج سلطة الاحتلال في إلغاء هوية وطمس كل ما هو جنوبي.
9- التغيير الديمغرافي وعمليات الإفقار والتجويع والتشريد المنظم التي تمارسها سلطة الاحتلال على شعب الجنوب. وتجريد أبنائه من الوظيفة العامة أو إحالتهم إلى التقاعد قسرا, وحرمانهم من الانتساب للمؤسسة العسكرية والأمنية والمؤسسات السيادية والدبلوماسية وعدم إيفادهم في بعثات دراسية إلى الخارج وكذا عدم منحهم حقوقهم المشروعة الأخرى , وذلك بغية إضعاف الجنوبيين بوجه عام , وإضعاف صوتهم عبر التمثيل الانتخابي بوجه خاص
10- عزل وتهميش عاصمة الجنوب عدن عن أداء دورها التاريخي في التجارة الإقليمية والدولية وذلك عن طريق أيجاد العراقيل وتعثر مشاريع ميناء ومنطقة عدن الحرة وتنشيط ميناء الحديدة كبديل, حيث تتضح جليا النوايا التدميرية لمستقبل عدن وحاضرها من خلال عدم اختيار الشركات العالمية للموانئ التي طرحت رؤى وأفاقا مستقبلية أفضل لعدن والقبول بعروض شركات لا تحقق الحد الأدنى من الطموحات المتوقعة لميناء عدن. بالإضافة إلى تحويل معظم رحلات شركات الطيران العربية والدولية من مطار عدن إلى مطار صنعاء ، ناهيك عن إلغاء معظم الرحلات الجوية الداخلية بين عدن والمحافظات الجنوبية. كل ذلك ضمن خطة لسلطة الاحتلال والتي تهدف إلى تحويل عدن من مدينة وعاصمة سياسية وتجارية ذات مكانة دولية مشهود لها إلى قرية كبيرة فقيرة و مجهولة .
رابعا: الموقف الاقليمي والدولي من الحرب والاحتلال:
ـ استمر نظام (ج ع ي) في رفض الوساطات العربية والأجنبية لوقف التداعيات العسكرية والسياسية والبحث عن مخارج للازمة بين الطرفين كما اخل بتعهداته تلك التي التزم بها أمام الزعيم العربي الراحل ياسر عرفات في نوفمبر 1992م في صنعاء ،ونقض أيضا وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في فبراير 1994م بالعاصمة الأردنية عمان، ولم يلتزم بتنفيذ بنودها ولا بنتائج لقاء طرفي الدولتين المتنازعتين في ابريل 1994م في العاصمة مسقط بسلطنة عمان , ولم يعر هذا النظام المتغطرس أي اهتمام لنداءات المجتمع الدولي ومناشدات المنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية ولم يستجب لكل الدعوات والمبادرات الصادرة من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي , ولم يقم بتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي (924) و (931) الصادرين في يونيو 1994م ولا بتنفيذ تعهداته للمجتمع الدولي التي أعلنها يوم 7 يوليو 1994م وهو الأمر الذي ابرز القضية الجنوبية وفتح آفاقا جديدة لها باتساع مؤيديها ومناصريها في الداخل والخارج.
حق شعب الجنوب في التخلص من الاحتلال ولذلك فقد انطلق شعبنا في الجنوب متمسكاً بحقه الطبيعي والمكتسب وحقه الشرعي في النضال للتخلص من الاحتلال واستعادة دولته المستقلة المغدور بها, من الحقائق الآتية ذكرها :
1- إن الوحدة السياسية بين الدول والشعوب, عملية خاضعة لظروفها ولقدرتها على تأمين مصالح أطرافها, ولذلك فهي قابله للنجاح بقدر ما هي قابله للفشل ولنأخذ مثلاً: الوحدة التشيكوسلوفاكية التي دامت أكثر من (70سنه) عاد كل طرف لوضعه السياسي المستقل بطريقة سلمية .. ثم الاتحاد اليوغسلافي الذي شهد تفككاً هو الأعنف في عصرنا, والذي شهد آخر استقلالات مكوناته في استقلال (كوسوفو). وفشل الوحدة المصرية السورية, ولم تلجأ القاهرة إلى القوة لفرض الوحدة على دمشق كما فعلت صنعاء مع عدن, ولذلك فإن مشروع الوحدة السياسية بين دولة (ج.ي.د.ش) و ال (ج.ع.ي) التي فشلت قبل أن تبدأ, ثم توج فشلها الذريع في شن الحرب العدوانية الغادرة من قبل (ج.ع.ي) على دولة الجنوب واحتلال أراضيها عسكرياً, وما تلت ذلك العدوان من ممارسات استباحية للأرض والعرض , إن كل ذلك لايقرر الفشل الكارثي لمشروع الوحدة المعلن في 22/5/1990م وحسب, بل وتحول هذا الفشل إلى جريمة إنسانية بحق شعب ودولة الجنوب.
2- إن إعلان (الوحدة) السياسية بين الدولتين على عقد سياسي (اتفاقيات ( دولي بين طرفيها وطالما نكث طرف بالعهد المتفق عليه, فقد سقط ماترتب على ذلك العقد شرعاً وقانوناً بل وعرفاً إنسانيا منذ انتقل الإنسان من عصور الهمجية البربرية إلى بناء مجتمعات تقوم علاقتها السياسية والاقتصادية .... الخ، على المواثيق والعقود والقوانين التي تنظم هذه العلاقات وتحفظ لكل الأطراف حقوقها ومصالحها. أي سقوط (الجمهورية اليمنية) باعتبارها دولة تعاقدية, قامت على معاهدات (اتفاقيات دولية) بين دولتين فكان بقائها مرهون بالتزام اتفاقياتها من قبل طرفيها, أي بنجاح عقدها السياسي, وفشل هذا العقد, لعدم التزام سلطة صنعاء به, يعني فشل الدولة المعلنة بعقد, ويحق لطرفيها العودة إلى ما قبل إعلانها وهو حق شرعي قانوني لم ولن تلغيه القوة وأطماع المحو والتدمير.
3- إن أجلى صور فشل مشروع وحدة مايو1990م تقرر في نتائج انتخابات 1993م حيث صوت شعب الجنوب بنسبة 100% لمرشحية الجنوبيين من الحزب الاشتراكي حينها بينما صوت شعب الشمال لممثليه السياسيين ( حزب المؤتمر و الإصلاح . وهنا تجسد الفشل على صعيد الشعبين كاستفتاء على فشل الوحدة واستحالة الاندماج .. وبالتالي فان مجلس النواب ضم شرعيتين سياسيتين لإرادتين شعبيتين مختلفتين واحدة للجنوب و الأخرى للشمال ، وهذه الحقيقة تكشف زيغ وزيف الشرعية المزعومة لنواب يعبرون عن إرادة شعبية جهويه ( الشمال ) ضد إرادة شعب الجنوب والذي حارب (70) يوماَ للدفاع عن دولته أمام جيوش ألشمال (ج.ع.ي) الغازية . أي أن حرب 1994م كانت بين دولتين :دولة أل( ج.ع.ي) المعتدية و (ج.ي.د.ش) المدافعة عن سيادتها لتخضع لاحتلال الأولى.
4- إن نظام صنعاء لم يكتف بتعطيل اتفاقيات الوحدة وحسب ، بل مارس الإرهاب ضد الشريك وحضر للحرب ضد الجنوب ولاجتياحها عسكريا واحتلاله قام بإلغاء اتفاقيات الوحدة وألغى وثيقة العهد و الاتفاق .. الخ .وهوأمر جلى عن إن صنعاء استهدفت ضرب مشروع دولة الوحدة وتدمير دولة الجنوب التاريخية وبسط الهيمنة و النفوذ عليها وتحويلها إلى فيد حرب وغنيمة ونصر للفاتحين كما أثبتت التجربة المرة التي يتجرعها شعب الجنوب على مدى عقد ونيف من القهر و الإذلال والحرمان في ظل نهج الحرب المستمرة ضده.
5 - إن صنعاء بمقاومتها العنيفة للجنوب وتدميره مشروعها السياسي المعادي لدولة النظام و القانون وتعتبر حربها ضد الدولة العصرية معركة وجود إن هذا العداء يمثل ثقافة نظام عدواني لا يستطيع العيش في ظل دولة مؤسسية وهي ثقافة تصطدم بثقافة شعب الجنوب الذي غدى خاسراَ دولته واستقلاله ومستهدفاَ في طمس ثقافته وهويته ليبقى اليقين ضرورة الخلاص من الجحيم الذي جني عليه حلمه القومي المتمثل بـ :
1. استحالة كفالة ادني حقوق شعب الجنوب في ظل نظام همجي يستخدم كل مقوماته الأقتصادية للحيلولة دون بناء دولة عصرية ونظام كهذا لا هم له غير الاستئثار بالسلطة و الثروة وإباحة الفوضى و النهب و السلب و العدوان يستحيل أن يعترف بحق شعب الجنوب الطبيعي و المكتسب وحقه الشرعي في الحرية و الاستقلال ويستحيل ضمان حل عادل يرضي شعبنا يعيد له وطنه عزته وكرامته في ظل الاحتلال العسكري اليمني ونظام يكرس الفوضى ويؤيد أشكال الحكم القبلي ما قبل الدولة .
2. التحرر الوطني من كل الأفكار والأساطير التي أوصلتها إلى هذا المصير المهين بعد أن بلغ شعب الجنوب اليقين وسط فاجعته بتصادم ثقافته وموروثة الحضاري مع اشقائة في أل ( ج.ع.ي) والذين حاكوا ( قلدوا) في احتلالهم لدولة الجنوب حروب غزوات ( مملكة سبأ) ليحضى علي عبد الله صالح في اللاشعور السياسي للقبيلة بدور المكمل لدور ( سبأ ) بعد ( ثلاثة الآلاف سنة) ,وحروب الفرق الشيعية ضد الجنوب العربي المسلم السني قبل 400 سنه.
6 ) - ن استمرار ارتكاب الجرائم و المذابح الاأنسانية بحق شعبنا ومواصلة نهب وسلب وتملك أراضيه وثرواته وتدمير مكتسبات دولته يعطي له كامل الحق للتحرر من الاحتلال اليمني واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابها و الحصول على التعويضات الكاملة عن الثروات و الممتلكات المنهوبة الخاصة و العامة و التعويض العادل عن معاناة شعبنا التي بلغت حد الفاجعة من قبل الاحتلال فضلاَ عن ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا حتى يقدموا للمحاكمة في المحاكم الدولية كغيرهم من مجرمي الحروب في العالم وسالبي ثروات الشعوب ومغتصبي الحقوق بالقوة من أصحاب الحق الشرعي .
7) - إن حق شعبنا في التحرر والاستقلال واستعادة دولته يعتبر حق إنساني تكفله كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية , بل وقائم وفقاَ لقرار فك الارتباط واستعادة دولة ( ج.ي.د.ش) الصادر عن قيادة دولة الجنوب في 21/5/1994م وهي القيادة ذاتها التي قبلت الدخول في أتفاقيات أعلان الوحدة مع ج ع ي.
من حيث الشرعية السياسية و القانونية ( فإذا كان قرار دولة الجنوب في 22مايو 1990م قراراَ شرعياَ ، فان القرار الثاني الصادر في 21مايو 1994م له الشرعية ذاتها ، و العكس بالعكس صحيح ) ومعلوم إن سلطة صنعاء هي المسئولة عن فشل مشروع الوحدة ، وشن الحرب على الجنوب ( وعن إعلان فك الارتباط الشرعي واستعادة الشخصية الدولية لدولة الجنوب ( ج.ي.د.ش) كما كان عليه الحال قبل عام 1990م .
- كما يستند نضال شعب الجنوب لنيل حقه بالحرية والاستقلال إلى المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي لا تقر بأي شرعية سياسية لنتائج القوة ( الحروب ) على الغير . وعلى المواثيق و العهود الدولية التي شرعت لنصرة حقوق وحريات الإفراد و الجماعات و الشعوب على السواء . وكذلك على إلمام المجتمع الدولي بجريمة الحرب العدوانية ضد شعبنا الجنوبي التي اتخذ مجلس الأمن الدولي بشأنها القرارين (924- 931) لعام 1994م ولازالت القضية قيد النظر أمام مجلس الأمن الدولي .
الفصل الثاني
القضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي
لقد عمق واقع النهج والفعل الاستبدادي لنظام الاحتلال اليمني (ج ع ي) على شعب الجنوب مأساة لم يشهد لها تاريخ المنطقة مثيلا ، وأصبحت القضية الجنوبية هي قضية وطن مسلوب وشعب يباد ببطئ ,وهي قضية تتعلق بالحق الكامل لأبناء الجنوب في هويتهم وثروتهم ووجودهم وحق فرض سيادتهم على كامل تراب أرضهم(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
إن سياسات الاحتلال والإلغاء والجور والمعاناة قد أنتجت وعيا ناضجا ورافضا لها في الشارع الجنوبي , أدت إلى نشؤ الحراك السلمي الذي برهن على قدرته على الاستمرار والثبات والحفاظ على طابعه السلمي الحضاري التحرري بالرغم من المحاولات اليائسة لسلطة صنعاء لتشويه صورته بوصفها له بالحركة التخريبية والإرهابية من جهة, و ممارستها كل أعمال القمع والقتل والزج بنشطاء الحراك في السجون والمحاكمات الصورية والتنكيل بهم من جهة ثانية. حيث تمكن هذا الحراك السلمي الشعبي من إعلاء شأن القضية الجنوبية وجعلها في واجهه الأحداث كقضية سياسية بامتياز معترف بها دوليا وإقليميا تتفاعل معها وسائل الإعلام في دول العالم المختلفة.وتتناولها الهيئات الدولية بتقاريرها اليومية فقد بدأ الرفض الشعبي الجنوبي للأحتلال بتأسيس الجبهة الوطنية للمعارضة الجنوبية (موج) في نوفمبر 1994م في الخارج و بتأسيس حركة تقرير المصير (حتم) و تم تأسيس (حركة الخلاص) في نفس العام , وأيضا بروز تيار أصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الأشتراكي , وفي مطلع 1998م تم تأسيس العشرات من المنتديات السياسية والمواقع الإخبارية الالكترونية. وانبرى عدد من الصحفيين والكتاب و بعض الصحف الأهلية, و أبرزها صحيفة الأيام الغراء المشهود لها ببلورة القضية الجنوبية بكل أبعادها التاريخية والاقتصادية والسياسية, وفي أغسطس 1999م تم تأسيس اللجان الشعبية, وفي يوليو 2004 تم الإعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي في الخارج (تاج), وفي 13 يناير 2006 تم الإعلان عن نهج التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح في محافظات الجنوب وبدءاً من مارس 2007م, تم تأسيس جمعيات المتقاعدين المدنيين و المتقاعدين العسكريين والأمنيين, والمتقاعدين الدبلوماسيين والشباب والطلاب, ومناضلي ثورة 14 أكتوبر, وفي يونيو 2007م تشكلت مجالس تنسيق الفعاليات السياسية و هيئات النضال السلمي في المحافظات الجنوبية وفي أكتوبر 2008م تم الإعلان عن المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير الجنوب واستعادة دولته + والهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب + الهيئة الوطنية العليا لنضال السلمي لتحرير الجنوب وفي مارس2009م تم تشكيل حركة النضال السلمي الجنوبي (نجاح) . وفي 9 مايو 2009 تم دمج كل هذه الهيئات في مجلس قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب واختيار قيادته من رؤساء تلك المكونات + 1، واختيار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوب والمناضل الرمز حسن احمد باعوم رئيسا للمجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي .
إن هذه الإرهاصات جعلت من الأهمية بمكان وجود كيان وحامل سياسي واحد لقضية شعب (ج ي د ش) ونضاله السلمي التحرري لاستعادة دولته, حيث تم في 18 يناير 2010م تغيير التسمية إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب (بدلاً عن مجلس قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب), والمجلس هو امتداد حقيقي للجان الشعبية للدفاع عن أملاك الجنوب وثرواته التي أسسها الكتاب والمثقفين بعد حرب 1994م في كل محافظات الجنوب ,وللتصالح والتسامح الذي امتدت احتفالاته على طول وعرض الجنوب ,ولمجالس التنسيق بين المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين,ثم إلى الهيئات الوطنية والمجلس الوطني والشرائح الاجتماعية(سلاطين ,مشائخ ,رجال دين ,تجار ,شباب ,مرآة) ,وهو الممثل الشرعي ,وليس الوحيد لنضال الشعب الجنوبي الأبي .
أولا : دوافع النشأة
نشأ المجلس – المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب – نتيجة تفاعل عوامل عدة عايشها الشعب الجنوبي منذ 7/7/1994م .وتتفرع هذه العوامل عن عاملين أساسيين هما : التطورات السياسية والاجتماعية والثقافية للقضية الجنوبية , وظهور وتطور الصحوة الشعبية والرفض المجتمعي للأحتلال اليمني .
ثانيا :الصراع مع الاحتلال
يرى المجلس أن الصراع مع المحتلين في الجنوب هو صراع وجود ,وهو صراع بين ثقافتين وهويتين وحضارتين ودولتين , لا يمكن إنهاءه إلا بزوال الأحتلال ,وفك الارتباط والاستقلال .خاصة بعد أن تبين لنا أن الدولة اليمنية الحالية هي دولة قبلية عصبية تحمل مشروعا متوارثا لاحتلال الجنوب وضمه بالقوة وجعله من أملاكها,وهي ليست مجرد دولة جارة للجنوب ذي أطماع إقليمية , بل تحمل مشروعا استيطانيا للسيطرة على مقدرات الجنوب وأراضيه وثرواته , وخلق الانقسامات الداخلية وإدخال بلدان الجزيرة العربية في حروبها الداخلية المذهبية لضرب أي مقاومة جنوبية , ومحاولتها سلخ الجنوب عن هويته وجذوره الحضارية ,وتكريس الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية اليمنية. ويرى المجلس إن مسألة احتلال الجنوب يشكل تهديدا حقيقيا لجميع بلدان الجزيرة العربية.
يؤكد المجلس أن خير طريقة لإدارة الرفض للاحتلال ,هي حشد طاقات الشعب الجنوبي لحمل راية النضال الوطني ضد الاحتلال الغاشم في الجنوب بكل السبل السلمية . وتوحيد إرادة الشعب وقراراته السياسية من اجل فك ارتباط الجنوب العربي {جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية} من الجمهورية العربية اليمنية .ورفض المشروع اليمني الاستيطاني في الجنوب .وأنة لا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط بأي جزء من ارض الجنوب ,أو الاعتراف بشرعية الاحتلال وذلك بإيجاد بعض الإشكال السياسية للحل{ فيدرالية أو كون فيدرالية } أو غيرها من المشاريع المرفوضة .ويجب على كل أهل الجنوب إعداد العدة لطرد الغزاة حتى يخرجوا من أرضنا كما دخلوها عام 1994م .
ويؤكد المجلس أنة مع الاستقرار العادل في المنطقة ,بل ويدعو له ويسعى لتحقيقه ,ويتفق مع بلدان الجزيرة على أهمية إن يسود السلام ربوع الجزيرة العربية والعالم كله...ونرفض أن تكون الجزيرة العربية ضحية للتعصب المذهبي الذي يحاول نظام صنعاء أنتاجه ونظرا لخطورة أي مشاريع تجري في أطار سلطة الاحتلال(أحياء المذهبية في الشمال وصنع عناصر القاعدة في الجنوب) أو في إطار الوحدة التي يتحدث عنها نظام صنعاء- فقد تبنى المجلس موقفا يقوم على النقاط التالية :
1- توعية الشعب الجنوبي بخطورة مثل هذه المشاريع والنتائج الناجمة عنها.
2- العمل على توحيد القوى الجنوبية الرافضة لتلك المشاريع التي تحيي الحروب الداخلية الصغيرة والمتواصلة ,سواء كانت في الشمال أم في الجنوب.
3- مطالبة الإخوة الحزبيين من ابناء الجنوب فك أرتباطاتهم الحزبية أو تجميد نشاطاتهم والتزاماتهم الحزبية والالتزام بهذا البرنامج السياسي إذا ارادوا(فقط)المشاركة في قيادة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي وهيئاته التنظيمية. وبضرورة التراجع عن المشاريع الصغيرة للأحزاب التي تهدد وجود شعبنا في الجنوب في الحاضر والمستقبل.أوالعمل على التنسيق معهم مع بقائهم في عضوية أحزابهم كمشاركين في الحراك وليس في قيادته.ونقول لإخوتنا في اليمن_ أحزاب وقوى أجتماعية وسياسية _ نحن أخوة في الدين والهوية العربية ونحن ضد احتلال دولتكم لأرضنا ...ولكننا لن نكون يوما ما ضد الشعب اليمني الشقيق.
4- الاتصال بالبلدان العربية والإسلامية والأجنبية ومطالبتها بإدانة ورفض الاحتلال اليمني للجنوب, والوقوف إلى جانب مطالبنا العادلة وعلى رأسها فك الارتباط واستعادة الدولة والاستقلال الكامل.
ثالثا :الموقف من القوى الجنوبية الأخرى ، يرى مجلس الحراك السلمي أن:
1- ساحة العمل الوطني الجنوبي تتسع لكل الرؤى والاجتهادات , وان وحدة العمل الوطني الجنوبي غاية ينبغي على الجميع بذل الجهود من اجل الوصول أليها .
2- يسعى المجلس إلى تعزيز الاندماج بين الهيئات الذي تم يوم 9مايو 2009م ..ويرى إن أية صيغة مشتركة مع أي مكون من خارج المجلس يجب أن تقوم على أساس الالتزام بالعمل السلمي لتحرير الجنوب وعدم الاعتراف بالمحتل أو إعطاءه حق الوجود على أي جزء من الجنوب .
3- يؤكد المجلس انه مهما بلغت التباينات في وجهات النظر فانه لا يجوز بحال من الأحوال , لكان من كان , إن يلغي الآخر أو يجرمه ,أو يستخدم العنف لحل الإشكالات أو فرض الآراء والتصورات بالقوة ,فمن ليس معنا هو منا .
4- يدافع المجلس عن حقوق الشعب الجنوبي من غير تمييز على أساس فئوي أو سياسي ,ويؤمن بحق شعب الجنوب بكل شرائحه الاجتماعية في الدفاع عن أرضه وتحرير وطنه.
5- يعلن المجلس بصرامة ووضوح ودون مواربة أو غموض انه لن يسمح بإجراء أي انتخابات عامة يقوم بها نظام الاحتلال على ارض الجنوب .وإن أي انتخابات تجري في ظل الاحتلال تعتبر باطله.
رابعا :الموقف من قيادات البرامج السياسية للأحزاب الممركزة في صنعاء :
1- إن علاقة المجلس مع الأحزاب لا تحددها التمنيات والأهواء ولكنها نابعة من ظروف المرحلة , ومن استقلالية المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ,وحتى لا تصبح الأحزاب ليست أكثر من إفراز من إفرازات النظام ,والتعايش معه ,أو تشكل ستارا من شأنه إضفاء الشرعية على الاحتلال وممارساته ,وهي عندما تمارس التعددية على مستوى الشمال والجنوب أو توافق على الدخول في الانتخابات فهي إنما تمنح المحتل في الجنوب شرعية سياسية.وأن أي حزب يعلن عن نفسه وينتمي إلى الجنوب دون أن يكون له ارتباط بصنعاء عاصمة الاحتلال يجب التعامل والتنسيق معه على أسس وطنيه جنوبية.وأن يمتلك الحق في نشاطه على أرضه الجنوبية.
2- إن المجلس يرى في الحوار مع نظام الاحتلال لإصلاحه عبارة عن صيغة مضللة لتصفية القضية الجنوبية .وإن لا حوار مع المحتل بل تفاوض من أجل فك الارتباط واستعادة الدولة والاستقلال .
خامسا :العلاقات الخارجية :
1- يؤمن المجلس بأن ارتباط نظام صنعاء مع بلدان العالم لا يحول دون اتصال المجلس مع أي من البلدان التي لديها الاستعداد لدعم قضيته ونضاله العادل من أجل الحرية .
2- يؤمن المجلس بالوحدة العربية والإسلامية والسلام بين الدول كافة , ويبارك أي جهد يبذل في هذا المجال ’بل ويعمل على تشجيعه .
3- يقف المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني من اجل استعادة أرضه المغتصبة ويدعم صموده ومواجهته للاحتلال الصهيوني , وإقامة دولته الفلسطينية على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
4- يؤمن المجلس بأهمية الحوار بين مكونات الشعوب والقوى الدولية بغض النظر عن عقيدتها أو نظامها السياسي أو جنسيتها ,والتعاون معها لصالح خدمة الإنسانية جمعا.
5- المجلس لا يعادي احد على أساس العرق أو المعتقد الديني ,ولا يناهض أي دولة او منظمة ما لم تمارس الظلم ضد شعبنا ,أو أن تكون طرفا في محور سياسي ضدنا او تناصر الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية ضد أخوتنا الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم.
6- يتطلع المجلس إلى مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية والدول والمنظمات والهيئات الدولية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة لإدانة الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال اليمني المخالفة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان , وتوقيفه عن ارتكاب المجازر البشعة ضد شعبنا الجنوبي وسلبه لأراضية ونهبه لثروته وإبادة إنتفاضتة الشعبية .
7- يرفض المجلس الحروب المذهبية التي يروج لها نظام صنعاء والجارية حاليا في صعده وعمران والجوف وذمار وصنعاء ,ومحاولاته في إدخال بلدان المنطقة والبلدان الأخرى كشركاء فيها ,مستغلا بذلك التقسيم المذهبي للشعب الشمالي(زيدية ,شافعية ,أسماعيلية وأثني عشرية).
سادسا ً : الأهداف والمهام النضالية التحررية للحراك السلمي الجنوبي:
1) الحراك الجنوبي الشعبي السلمي هو حركة شعبية سلمية، والأداة والوسيلة النضالية لأبناء الجنوب، المعبّرة عن ارادة شعب الجنوب في التحرر من الاحتلال، واستعادة هويته وسيادته ودولته المدنية المستقلة و هو الحامل الشرعى للقضية الجنوبية والمعبّر السياسى عنها محليا واقليميا ودوليا ممثلا بالرئيس علي سالم البيض
2) اعتبار قضية الجنوب هي قضية حق طبيعي ومكتسب قضية شعب وارض وتاريخ سياسي وتراث كفاحي وثقافي (دولة تاريخية)تم اخضاعها بالغدر والعدوان للاحتلال, تقوم على أساس التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وهي تمثل عزة وكرامة ومستقبل أبناء الجنوب, وهي قضية لا تقبل المساومة ولا تموت بالتقادم , وتمتلك كل مقومات الشرعية الدينية والوطنية والدولية.
3) يسعى المجلس إلى تأصيل أسس قضية الجنوب بكافة أبعادها التاريخية والجغرافية والسياسية والثقافية وتعزيز الوعي الجنوبي لها مما يجعلها قضية حية لكل الأجيال وفي واجهة الأحداث في المنطقة والعالم, وأتباع كل الأساليب و الوسائط الحضارية الفاعلة والممكنة لإبراز قضية الجنوب أمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي.
4) ثبات واستمرار الطابع السلمي للنضال التحرري, وتصعيده من خلال الاعتصامات والمهرجانات والمسيرات والمظاهرات والإضراب الجزئي والعام, ثم العصيان المدني, مع إبقاء كافة الخيارات الشرعية المتاحة مفتوحة, حسبما تتطلب الحاجة لكل ظرف.
5) تمتين الاندماج الاجتماعي والسياسي لكل الشرائح الاجتماعية والفعاليات السياسية , وترسيخ ثقافة التصالح والتسامح والتضامن وإيجاد وحدة وطنية بين أبناء (ج ي د ش) والحفاظ على الروابط وتفعيل آليات التواصل مع منظمات المجتمع المدني من الجمعيات والهيئات المهنية والتخصصية وكذا الشخصيات والعلماء والمثقفين في الجنوب, والاهتمام الفعلي والتواصل المستمر مع أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين والمنفيين و مناضلي الحراك السلمي الجنوبي.
6) اعتبار كل أبناء الجنوب ونتاجهم هم مواطنو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومتساوون في الحقوق والواجبات ومعنيون بالمشاركة في النضال من اجل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. إن خيمة الوحدة الوطنية الجنوبية تجمع تحت سقفها كل الجنوبيين, في ظل راية الجنوب من أجل استعادة دولتهم واستقلالها, وهو الهدف السامي الذي يجب أن يظل فوق أي خلاف أو تحزب, وان مطلب تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية يبقى على رأس مهام مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب. إن ما يحمي ويصون القضية الجنوبية اليوم ويجعلها أمل كل جنوبي هو أن كلمة أبناء الجنوب واحدة وصفهم واحد.
7) رفض العنف والإرهاب والعنصرية والعصبية والتطرف بكافة أشكاله ونبذ الإقصاء والتهميش والإلغاء والتخوين وتعزيز ثقافة التعددية وقبول الآخر واحترام حرية و حقوق الإنسان.
فضح وكشف ممارسات نظام الاحتلال تجاه الجنوب وشعبه في النهب والقتل والقمع والتشريد والزج في السجون , من خلال إيجاد قاعدة بيانات راصدة وعاكسة لكل الانتهاكات.
9) التأكيد و الحفاظ على العلاقة الجيدة وروابط الاتصال مع أشقائنا أبناء (ج ع ي) والحرص عليها ونشر بذور المحبة بين البلدين الجارين ونبذ ثقافة الكراهية والعداء بينهما.
10) رفض آليات كل المشاريع السياسية والإدارية والاستيطانية للغاصب المحتل ومحاربتها والتي تهدف إلى تشويه وطمس هوية الجنوب وثقافته وارثه التاريخي والحضاري.
11) ترسيخ العمل المؤسسي واعتبار الحوار قاعدة معتمدة وسلوك نضالي و في التعامل مع الآخرين و الحرص على توطيد العلاقات مع المؤسسات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية بقدر تأييدها وموقفها من قضية شعبنا العادلة في مجملها.
12) رفض و مقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية تحت مسمى الجمهورية اليمنية ومحاربتها بكافة الوسائل السلمية الممكنة , وكونها أحدى أهم الأدوات التي يستخدمها حكام صنعاء لإضفاء الشرعية على وجودهم واستمرار تسلطهم واحتلالهم لبلادنا أرض الجنوب من جهة , ولضرب حراكنا السلمي مستندين على تلك الشرعية المزعومة من جهة أخرى.
13) تشكيل مركز اعلامي جنوبي مهني في الداخل والخارج. يشمل المركز مركزا للدراسات والبحوث والتوثيق، ومواقع الكترونية متخصصة، وصحف ووسائل مرئية ومسموعة متنوعة، موجهة لكل من الداخل والخارج، وباللغتين العربية والانجليزية. على ان يتم اختيار عناصر كفوءه للعمل في الجهاز الاعلامي الجنوبي، وان تؤخذ بعين الاعتبار الظروف القهرية الراهنة خصوصا في الداخل.
14) العمل المكثف والمنظم لكسب التعاطف والتاييد المحلي والاقليمي والعربي والدولي من خلال التنسيق بين الداخل و الخارج، وانشاء هيئات ومكاتب متخصصة مهنية وكفوءة ، للتعبير عن عدالة القضية الجنوبية.
15) يتم الاستعانة باخصائيين ومهنيين في كافة المجالات السياسية والدستورية والدبلوماسية وغيرها من المجالات للقيام بالاعداد لمهمة وضع السياسات والاستراتجيات والاجراءات القانونية المتعلقة بمستقبل الجنوب.
الفصل الثالث
ملامح النظام السياسي لدولة الجنوب:
إن شعب الجنوب الذي قرر اليوم النهوض بثورته السلمية الحضارية التحررية لتقرير مصيره، ويقدم التضحيات الجسام في سبيل ذلك. هو دون غيره صاحب الحق كل الحق في تحديد طبيعة النظام السياسي لدولته ونهجها السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي وتطلعاته لبناء مستقبله، وهو الوحيد صاحب الحق بالتحكم في أرضه وما تحتويه على ظهرها وباطنها وبحرها.
وبما أن الحراك السلمي يقود نضال شعب الجنوب فإنه بالإستناد إلى ثقة هذا الشعب به والى تجارب شعبنا الماضية وتماشياً مع روح العصر يرى أن ملامح الدولة لشعب الجنوب المستقلة وسياستها الداخلية والخارجية ستكون:
الجمعة يناير 04, 2013 9:42 pm من طرف محمد جلهوم
» نكت--------- 2011
الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 4:16 am من طرف عمر الهلالي
» صرخه وقفه ولو لحظه
الأحد أكتوبر 09, 2011 10:05 pm من طرف م.فهيم الماتري
» الحــــــــــــنين
الأحد أكتوبر 09, 2011 9:51 pm من طرف م.فهيم الماتري
» فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
الخميس مايو 26, 2011 2:57 am من طرف اليافعي
» حكم أئمة الإسلام وفتاواهم في الشيعة
الخميس مايو 26, 2011 2:55 am من طرف اليافعي
» نكته بلدي يافعيه
الخميس مايو 26, 2011 2:52 am من طرف اليافعي
» نكت محششين
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:02 pm من طرف بن مجمل المشألي
» الغاز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:01 pm من طرف بن مجمل المشألي