وجُرهُم إحدى القبائل البائدة وقد مرّ وجودها بمرحلتين، في أولاهما عُرفت بجُرهُم الأولى، ويذكرون أنها كانت في عهد قبيلة عاد، وتذكر بعض الأخبار أن جُرهُماً كان أحد الرجال الستة والثلاثين الذين كانوا مع نوح في السفينة. وأنَّه كان يتكلم العربية، وأن سائر من كانوا مع نوح عليه السلام، كانوا يتكلمون السريانية، ولا يمكن الاطمئنان إلى صحة هذا الخبر.
أمّا جُرهُم الثانية: فهي تنتمي إلى يقطن (أو قحطان) بن فالغ بن عابر. ويذكر الأخباريون أن أُمّ معد بن عدنان كانت من جُرهُم واسمها ماعنة بنت حوشب. هاجرت قبيلة جُرهُم من اليمن، ونزلت مكة وهي التي أصهر إليها إسماعيل عليه السلام، وقد نزحت جُرهُم من بلاد اليمن ومعها بنو قطوراء، وهم أبناء عمهم، وكان مضاض بن عمرو سيد جُرهُم يأخذ العُشر ممن يدخل مكة من أعلاها، وكان السَّمَيدع، سيّد قطوراء يأخذ العُشر ممَن كان يدخل مكة من أسفلها، وكانت ولاية البيت أول الأمر لنابت بن إسماعيل، ثم وليها بعده مضاض بن عمرو الجُرهُمي.
وقد أصهر إسماعيل إلى قبيلة جُرهُم فتزوّج رعلة بنت مضاض بن عمرو فأنجبت له اثني عشر ولداً، وتعلّم إسماعيل اللغة العربية من قبيلة جُرهُم وعلّمها أبناءه، وكانت لغته قبل ذلك السّريانية.
ما لبث الشرّ أن وقع بين قبيلة جُرهُم وقبيلة قطوراء، فاقتتلا في موضع خارج مكة يعرف بفاضح، وكان مع جُرهُم بنو نابت بن إسماعيل، ودارت الدائرة على قطوراء وقُتل سيّدها السَّمَيْدع، ثم اصطلحت القبيلتان وأسلمت قطوراء الأمر إلى مُضاض بن عمرو، فلمّا جُمع إليه الأمر نحر للناس وأطعمهم. ثم إنّ جُرهُماً بغت بمكة واستحلّت الحرام، وظلمت من دخل مكة من غير أهلها، وأكلت ما يُهدى إلى الكعبة، فضعف أمرها وتضاءل شأنُها ووقعت فيها الأمراض. فلمّا رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وغُبشان من خُزاعة ما حلّ بجُرهُم من الضعف وفساد الأمر أجمعوا على إخراجهم من مكة، فاقتتلوا فدارت الدائرة على جُرهُم، فنفوهم من مكة، فخرج عمرو بن الحارث بن مُضاض بغزالي الكعبة وبحَجر الرُّكن، فدفنها في زمزم، وانطلق هو ومن معه خارج مكة.
وتختلف المصادر التاريخية في بيان ما حلّ بجُرهُم بعد ذلك، فجاء في بعضها أنها عادت إلى اليمن، وأنهم حزنوا على فراق مكة فقال شاعرهم قصيدة منها قوله:
وقائلة والدمعُ سَكبٌ مُبادرٌ
وقد شرقت بالدمع منها المحاجر
كأن لم يكن بين الحَجُون إلى الصَّفا
أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكة سامرُ
فقلت لها والقلبُ منّي كأنّه
يُلجلجه بين الجَناحين طائر
بلى نحن كُنّا أهلَها فأزالنا
صُروفُ الليالي والجُدود العواثر
ثم إن غُبشان من خُزاعة وَليت البيت دون بني بكر بن عبد مناة.
وتذهب مصادر أخرى إلى أن عمرو بن الحارث وقومه نزلوا موضع إضَم وجبلَي جُهينة: الأشقر والأجرد، فيقال إنّ الله أهلكهم بالذَّر (النمل)، ويقال كذلك أن سيل إضَم اجتاحهم فذهب بهم.
وإلى جُرهُم ينتسب الأفعى الجُرهُمي الذي تحاكم إليه أبناء نزار حين وقع الاختلاف بينهم في إرث أبيهم، فحكم بينهم.
وقد بادت قبيلة جُرهُم ولكن بقيت في اليمن منها بقيّة بعد الإسلام، وكان منها الإخباريّ المشهور عُبيد بن شَرية، وكان في زمن معاوية.
ومن بقاياها كذلك من عُرفوا بالعُبيديين، وقد استقرت طائفة منهم على ساحل البحر الأحمر الشمالي، وكان لهم ذكر في أواخر القرن الثاني الهجريّ.
كانت جُرهُم على الوثنية، يدلّ على ذلك ولايتها البيت الحرام، وإلى ذلك يشير زهير بن أبي سلمى في قوله:
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجالٌ بنَوه من قُريش وجُرهُم
وكان آخر من رأس جُرهُم الحارث بن مُضاض بن عمرو.
أمّا جُرهُم الثانية: فهي تنتمي إلى يقطن (أو قحطان) بن فالغ بن عابر. ويذكر الأخباريون أن أُمّ معد بن عدنان كانت من جُرهُم واسمها ماعنة بنت حوشب. هاجرت قبيلة جُرهُم من اليمن، ونزلت مكة وهي التي أصهر إليها إسماعيل عليه السلام، وقد نزحت جُرهُم من بلاد اليمن ومعها بنو قطوراء، وهم أبناء عمهم، وكان مضاض بن عمرو سيد جُرهُم يأخذ العُشر ممن يدخل مكة من أعلاها، وكان السَّمَيدع، سيّد قطوراء يأخذ العُشر ممَن كان يدخل مكة من أسفلها، وكانت ولاية البيت أول الأمر لنابت بن إسماعيل، ثم وليها بعده مضاض بن عمرو الجُرهُمي.
وقد أصهر إسماعيل إلى قبيلة جُرهُم فتزوّج رعلة بنت مضاض بن عمرو فأنجبت له اثني عشر ولداً، وتعلّم إسماعيل اللغة العربية من قبيلة جُرهُم وعلّمها أبناءه، وكانت لغته قبل ذلك السّريانية.
ما لبث الشرّ أن وقع بين قبيلة جُرهُم وقبيلة قطوراء، فاقتتلا في موضع خارج مكة يعرف بفاضح، وكان مع جُرهُم بنو نابت بن إسماعيل، ودارت الدائرة على قطوراء وقُتل سيّدها السَّمَيْدع، ثم اصطلحت القبيلتان وأسلمت قطوراء الأمر إلى مُضاض بن عمرو، فلمّا جُمع إليه الأمر نحر للناس وأطعمهم. ثم إنّ جُرهُماً بغت بمكة واستحلّت الحرام، وظلمت من دخل مكة من غير أهلها، وأكلت ما يُهدى إلى الكعبة، فضعف أمرها وتضاءل شأنُها ووقعت فيها الأمراض. فلمّا رأت بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة وغُبشان من خُزاعة ما حلّ بجُرهُم من الضعف وفساد الأمر أجمعوا على إخراجهم من مكة، فاقتتلوا فدارت الدائرة على جُرهُم، فنفوهم من مكة، فخرج عمرو بن الحارث بن مُضاض بغزالي الكعبة وبحَجر الرُّكن، فدفنها في زمزم، وانطلق هو ومن معه خارج مكة.
وتختلف المصادر التاريخية في بيان ما حلّ بجُرهُم بعد ذلك، فجاء في بعضها أنها عادت إلى اليمن، وأنهم حزنوا على فراق مكة فقال شاعرهم قصيدة منها قوله:
وقائلة والدمعُ سَكبٌ مُبادرٌ
وقد شرقت بالدمع منها المحاجر
كأن لم يكن بين الحَجُون إلى الصَّفا
أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكة سامرُ
فقلت لها والقلبُ منّي كأنّه
يُلجلجه بين الجَناحين طائر
بلى نحن كُنّا أهلَها فأزالنا
صُروفُ الليالي والجُدود العواثر
ثم إن غُبشان من خُزاعة وَليت البيت دون بني بكر بن عبد مناة.
وتذهب مصادر أخرى إلى أن عمرو بن الحارث وقومه نزلوا موضع إضَم وجبلَي جُهينة: الأشقر والأجرد، فيقال إنّ الله أهلكهم بالذَّر (النمل)، ويقال كذلك أن سيل إضَم اجتاحهم فذهب بهم.
وإلى جُرهُم ينتسب الأفعى الجُرهُمي الذي تحاكم إليه أبناء نزار حين وقع الاختلاف بينهم في إرث أبيهم، فحكم بينهم.
وقد بادت قبيلة جُرهُم ولكن بقيت في اليمن منها بقيّة بعد الإسلام، وكان منها الإخباريّ المشهور عُبيد بن شَرية، وكان في زمن معاوية.
ومن بقاياها كذلك من عُرفوا بالعُبيديين، وقد استقرت طائفة منهم على ساحل البحر الأحمر الشمالي، وكان لهم ذكر في أواخر القرن الثاني الهجريّ.
كانت جُرهُم على الوثنية، يدلّ على ذلك ولايتها البيت الحرام، وإلى ذلك يشير زهير بن أبي سلمى في قوله:
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله
رجالٌ بنَوه من قُريش وجُرهُم
وكان آخر من رأس جُرهُم الحارث بن مُضاض بن عمرو.
الجمعة يناير 04, 2013 9:42 pm من طرف محمد جلهوم
» نكت--------- 2011
الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 4:16 am من طرف عمر الهلالي
» صرخه وقفه ولو لحظه
الأحد أكتوبر 09, 2011 10:05 pm من طرف م.فهيم الماتري
» الحــــــــــــنين
الأحد أكتوبر 09, 2011 9:51 pm من طرف م.فهيم الماتري
» فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
الخميس مايو 26, 2011 2:57 am من طرف اليافعي
» حكم أئمة الإسلام وفتاواهم في الشيعة
الخميس مايو 26, 2011 2:55 am من طرف اليافعي
» نكته بلدي يافعيه
الخميس مايو 26, 2011 2:52 am من طرف اليافعي
» نكت محششين
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:02 pm من طرف بن مجمل المشألي
» الغاز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:01 pm من طرف بن مجمل المشألي