في خضم الأحداث المتلاحقة من سقوط للأنظمة الفاسدة، وانتشار المظاهرات في عدد من البلاد الإسلامية، تتعالى بعض الأصوات بالدعوة إلى دولة مدنية، أو بعبارة أوضح: دولة علمانية، كما تتعالى أصوات بعضهم بالدعوة إلى الصبر على الأنظمة الفاسدة، وعدم المشاركة في المظاهرات، وبعضهم يحاول التسلق عليها لحصد جهود المتظاهرين فيها.
نجد هذا الخليط العجيب من الأصوات يسير جنباً إلى جنب مع تلك التي تدعو للخروج والنفير لتخليص المجتمعات المسلمة من الحقبة العلمانية التي جثمت بثقلها على صدور المسلمين عقوداً تتبجح فيها بالديمقراطية، والتقدم الحضاري، متخذةً من القمع والإرهاب والتجويع شعاراً لها.
ولا يشكُّ عاقل أن التحرك لإزالة هذه الأنظمة بالمظاهرات السلمية أو غيرها سيلاقي رداًّ عنيفاً، وسيضطرُّ المتظاهرون للتضحية بأمنهم واستقرارهم وأوقاتهم وأموالهم، وحتى أرواحهم في سبيل تحقيق تلك الأهداف المنشودة، والتي تبدأ بإسقاط هذه الأنظمة الفاسدة.
لذلك، ولأن ثمن هذه الثورات المتلاحقة باهظ جداً، ولأن المشاركين فيها قوم مستضعفون في بلادهم وجلهم من المسلمين، وبلادهم تحمل الهوية الإسلامية، فإنه لابد من تقديم النصح لها فيما يعينها على تحقيق الغايات السامية التي يطمح لها كل مسلم رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً.
وخير ما تكون به النصيحة كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يقول تعالى:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )(البقرة 214 ).
إن هذه الآية العظيمة تحمل لنا من الإرشادات الربانية، والقواعد الإلهية ما ينبغي معه الوقوف والتأمل، ولنا معها وقفات:
الوقفة الأولى: يخبر الله سبحانه في هذه الآية الكريمة بسنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل مع تقلب الليل والنهار، واختلاف الزمان والمكان، سنة الامتحان والابتلاء من أجل تمحيص البشر، ومعرفة أهل الإيمان الصادق من غيرهم ممن هم دونهم، فالمؤمن يحمل في قلبه عقيدة يسعى لنشرها، وحمايتها والذَّودِ عنها بكل غالٍ ونفيس، ولابد له في سبيل ذلك من مصادمة أعداء الله... وحينها يكون الاختبار بصنوف الابتلاءات والمِحن، فمن صبر واحتسب، وجعل همَّه واحداً، وحمل آيات الله بقوة وعزم، وسار معها بثبات إلى الغاية المنشودة، كان مستحقاً للنصر من الله، لأنه أهلٌ لأن يكون مؤتمناً على هذا الدين، مستحقٌّ لأن يكون مستخلفاً في الأرض، وفائزاً بجنة الله في السماء، والجنة محفوفة بالفتن التي لابد أن يصبر ويثبت في وجهها من أراد الوصول إليها
الجمعة يناير 04, 2013 9:42 pm من طرف محمد جلهوم
» نكت--------- 2011
الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 4:16 am من طرف عمر الهلالي
» صرخه وقفه ولو لحظه
الأحد أكتوبر 09, 2011 10:05 pm من طرف م.فهيم الماتري
» الحــــــــــــنين
الأحد أكتوبر 09, 2011 9:51 pm من طرف م.فهيم الماتري
» فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
الخميس مايو 26, 2011 2:57 am من طرف اليافعي
» حكم أئمة الإسلام وفتاواهم في الشيعة
الخميس مايو 26, 2011 2:55 am من طرف اليافعي
» نكته بلدي يافعيه
الخميس مايو 26, 2011 2:52 am من طرف اليافعي
» نكت محششين
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:02 pm من طرف بن مجمل المشألي
» الغاز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الثلاثاء مايو 24, 2011 8:01 pm من طرف بن مجمل المشألي