ماذا تحتاج أوجاع الرأس المستمرة؟

أوجاع الرأس بسبب التوتر العصبي أكثر أنواع الصداع شيوعا فهي تصيب سنويا نحو 40 في المئة من سكان الولايات المتحدة على سبيل المثال... تعد أوجاع الرأس الأقل نصيبا من إهتمام العلوم الطبية والأبعد عن فهم الأطباء لأسبابها. ويعود هذا ، من بين عوامل أخرى ، الى ندرة الحالات التي تمر على الخبراء. وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن طبيب الأعصاب في مستشفى مايو كلينيك الأميركي الشهير ديفيد دوديك انه خلال 20 عاما من الممارسة المهنية يستطيع ان يحسب على أصابع اليدين عدد الأشخاص الذين عاينهم بسبب الاصابة باوجاع في الرأس من جراء الارهاق العصبي.

يعود السبب في ندرة الأشخاص الذين يراجعون الطبيب بسبب هذا النوع من الصداع الى انهم يتحملونه ويعالجونه بمسكنات يبتاعونها بلا وصفة ، وهي تكون في الغالب عقاقير تؤدي مفعولها في إزالة الألم. ولكن أطباء الأعصاب يحذرون من ان تناول هذه المسكنات أكثر من عشرة أيام في الشهر يمكن ان يسبب أوجاعا في الرأس ناجمة عن الافراط في تناول العقاقير الطبية لكن آلامها لا تقل عن آلام النوع الآخر الناجم عن التوتر العصبي. وقال الدكتور دوديك الذي يرأس جمعية الصداع الأميركية ان المسكنات تمنح الراحة لفترة عابرة ولكنها تعرض متناولها لنوبة أخرى من اوجاع الرأس.

ما زال الأطباء يبحثون في كيفية وأسباب حدوث أوجاع الرأس الناجمة عن التوتر العصبي. وهم يعرفون أكثر بكثير عن الصداع النصفي أو الشقيقة التي لا تصيب إلا 12 في المئة من السكان في الولايات المتحدة ولكنها أشد إيلاما بكثير وتكون أحادية الجانب.

كان الخبراء يعتقدون ان أوجاع الرأس العصبية ناجمة عن تشنج في العضلات وخاصة عضلات الرقبة والظهر والمنكب. ولكن التجارب التي أُجريت باستخدام رسائل الكترونية لقياس تقلصات العضلات لم تجد علاقة ثابتة بين أوجاع الرأس والتشنج العضلي. وذهبت نظرية أخرى الى ان التوتر العصبي حالة عاطفية أو نفسية ولكن التجارب هنا ايضا لم تتوصل الى وجود علاقة بأوجاع الرأس العصبية. بل ان بعض الأشخاص الذين يعملون تحت ضغط عصبي شديد لا يُصابون ابدأ بأوجاع في الرأس وبعضهم يُصابون بها حتى في أوقات خالية من التوتر العصبي الشديد.

يعتقد كثير من الخبراء اليوم ان الأشخاص الذين يصابون بأوجاع الرأس العصبية يعانون من خلل في المناطق المتخصصة بتلقي الألم في الدماغ. وهذا يجعلهم شديدي التأثر بالتحفيز العصبي.